قصة ليلة القدر خير من ألف شهر.

ليلة القدر.. الليلة التي تغير كل شيء
كان يوسف طفلًا صغيرًا، عمره سبع سنوات، وكان يحب الاستماع إلى القصص قبل النوم. في إحدى ليالي رمضان، جلس مع جدته على شرفة المنزل، حيث كان القمر يتلألأ في السماء، ونسيم الليل يبعث في القلب سكينة لا مثيل لها.
◄ الليلة المباركة ►
سأل يوسف جدته بحماس: “جدتي، لماذا يقول الجميع إن ليلة القدر أعظم ليلة في السنة؟” ابتسمت الجدة وربّتت على رأسه بحنان وقالت: “لأنها ليلة مميزة جدًا، فهي الليلة التي أنزل الله فيها القرآن الكريم على نبينا محمد ﷺ، وهي ليلة خير من ألف شهر!”
التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية
فتح يوسف عينيه بدهشة وسأل: “يعني كم سنة يا جدتي؟”
ضحكت الجدة وقالت: “ألف شهر تعادل 83 سنة وأربعة أشهر تقريبًا، أي أن العبادة في هذه الليلة تعادل عبادة هذه السنوات كلها!”
◄ الدعوات المستجابة ►
هتف يوسف بفرح: “يعني إذا دعوتُ الله في هذه الليلة، سيستجيب لي؟” هزت الجدة رأسها وقالت: “نعم، يا صغيري. الله يستجيب للدعوات دائمًا، لكن في هذه الليلة، تكون الرحمة أوسع، وتُكتب الأقدار للسنة القادمة. الملائكة تنزل إلى الأرض، والسلام يعم كل مكان.”
حكايات جدتي : قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
فكر يوسف للحظة ثم قال: “إذن، إذا دعوتُ الله أن يرزقني دراجة جديدة، فسأحصل عليها؟” ابتسمت الجدة وقالت: “الله يحب أن يسمع دعواتنا، وهو يعلم ما هو خير لنا. قد يعطيك دراجة، وقد يعطيك شيئًا أجمل لم تكن تتوقعه!”
◄ كيف نعرف ليلة القدر؟ ►
رفع يوسف حاجبيه وقال: “لكن كيف نعرف متى تكون هذه الليلة؟” أجابته الجدة: “النبي ﷺ أخبرنا أنها في العشر الأواخر من رمضان، في الليالي الوترية، أي ليلة 21 أو 23 أو 25 أو 27 أو 29. لكن لا أحد يعرفها بالتحديد، لذلك يجب أن نجتهد في العبادة كل هذه الليالي حتى لا نفوتها.”
فكر يوسف قليلاً ثم قال: “ولكن ماذا نفعل في هذه الليلة؟ هل نصلي فقط؟”
◄ كيف نحيي ليلة القدر؟ ►
أجابته الجدة: “في هذه الليلة، نقرأ القرآن، نصلي، نستغفر، وندعو الله بكل ما في قلوبنا. النبي ﷺ علمنا دعاءً خاصًا لهذه الليلة، وهو: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني).”
هزّ يوسف رأسه وقال: “أحب هذا الدعاء، لأنه يجعل الله يسامحنا على أخطائنا.”
◄ يوسف يستعد لليلة القدر ►
في تلك الليلة، قرر يوسف أن يبقى مستيقظًا مع والديه ليحيي ليلة القدر. صلى معهم، وقرأ بعض السور القصيرة من القرآن، ثم جلس يدعو الله بصوت خافت. رفع يديه إلى السماء وقال: “اللهم اجعلني طفلًا صالحًا، وبارك لعائلتي، وأعطِ الفقراء ما يحتاجون إليه، وإن كان خيرًا لي، فارزقني دراجة جديدة!”
قصص جدتي : قصة أول يوم صيام
شعرت الجدة بالسعادة وهي ترى حفيدها الصغير يدعو بقلب مخلص، فربّتت على كتفه وقالت: “هذه الليلة عظيمة، ومن يسأل الله فيها، يعطيه أكثر مما يتوقع.”
◄ الفرح ببركة الليلة ►
في صباح اليوم التالي، شعر يوسف براحة وسعادة لا توصف. لم يكن يعلم إن كان قد حصل على دراجة أم لا، لكنه كان متأكدًا أن الله قد سمع دعاءه. بعد أيام قليلة، جاء والده إلى غرفته ومعه هدية. فتحها يوسف بلهفة، فوجد دراجة حمراء جميلة! قفز من الفرح، لكنه تذكر كلام جدته وقال لنفسه: “الدراجة هدية جميلة، لكن الأجمل أنني كنت قريبًا من الله في ليلة القدر.”
منذ ذلك اليوم، انتظر يوسف العشر الأواخر من رمضان كل عام، وأصبح يدعو الله دائمًا بثقة، لأنه علم أن الله يسمع ويستجيب في الوقت المناسب وبالطريقة الأفضل.
◄ العبرة من القصة ►
ليلة القدر ليست مجرد ليلة، بل هي فرصة عظيمة لكل مسلم أن يتقرب من الله، ويطلب منه ما يشاء، ويكون متأكدًا أن الله يسمعه ويستجيب له. فهي ليلة خير من ألف شهر، والسلام يعمّ الأرض فيها حتى مطلع الفجر.