قصة هدى والكنز الذي لم تكن تراه

حدوتة قبل النوم:قصة هدى والكنز الذي لم تكن تراه

قصة هدى والكنز الذي لم تكن تراه

في صباح مشمس، استيقظت هدى، تلميذة في الصف الرابع، على صوت والدتها وهي تناديها لتستعد للذهاب إلى المدرسة. وككل يوم، فتحت خزانتها، ونظرت إلى زيها المدرسي. لم يكن جديدًا، بل كان قديمًا بعض الشيء، وقد ورثته عن أختها الكبرى. وعلى الرغم من نظافته، إلا أن لونه أصبح باهتًا قليلًا، وبعض أزراره لم تعد كما كانت.

وبينما كانت ترتديه، نظرت إلى نفسها في المرآة وتنهدت، ثم تمتمت قائلة: “ليتني أملك زيًا جديدًا مثل زميلاتي.” ومع أنها كانت مجتهدة في دراستها، إلا أن شعور الخجل بدأ يلازمها، خصوصًا عندما ترى صديقاتها في المدرسة يرتدين أزياءً أنيقة وجديدة.

ومع مرور الأيام، أصبح ذلك الشعور يؤثر على تركيزها في الفصل. في البداية لم تلاحظ المعلمة ذلك، ولكن لاحقًا، بدأت تلاحظ أن هدى أصبحت أكثر هدوءًا وأقل مشاركةً في الحصص.

وذات يوم، قررت معلمتهم “أستاذة إيمان” أن تنظم رحلة للصف الرابع إلى إحدى المدارس المجاورة، التي تقع في حيٍّ شعبي بسيط. كان الهدف من الزيارة هو التعرّف على حياة الأطفال هناك وتبادل الأنشطة معهم.

في البداية، شعرت هدى بالتردد، لكنها مع ذلك ذهبت مع زميلاتها.

عندما وصلوا إلى المدرسة، استقبلهم الأطفال بحفاوة بالغة. كانوا مبتسمين وفرحين بالزيارة، على الرغم من أن بعضهم لم يكن يرتدي زيًا مدرسيًا كاملًا. لاحظت هدى أن إحدى الفتيات كانت ترتدي قميصًا فقط دون تنورة رسمية، بينما أخرى كانت ترتدي زياً ممزقًا قليلاً، ومع ذلك كانت تضحك وتشارك في الألعاب بكل حيوية.

حينها فقط، أدركت هدى الفرق الكبير. بينما كانت تخجل من زيّها القديم، كان هناك من يحلم فقط بأن يمتلك زيًا مثله!

في طريق العودة، ظلّت هدى تفكر فيما رأت. وفور أن وصلت إلى المنزل، عانقت والدتها وقالت: “ماما، زيي مش قديم… ده كنز!” ثم أخبرتها عن كل ما حدث، وعن مشاعرها التي تغيّرت تمامًا.

في اليوم التالي، أحضرت هدى معها إلى المدرسة حقيبة صغيرة فيها زي مدرسي قديم لأختها الأخرى، وبعض الأدوات المدرسية التي لم تعد تستخدمها. وبالاتفاق مع المعلمة، تم توصيل تلك الأشياء للمدرسة الأخرى.

ولم تكتفِ بذلك، بل بدأت تحث صديقاتها على التبرّع أيضًا، ليس فقط بالزي، ولكن بأي شيء يمكن أن يسعد طفلاً آخر.

وهكذا، تحوّل شعور هدى بالخجل إلى شعور بالفخر والرضا. لم تعد تهتم إن كان زيها جديدًا أم لا، بل أصبحت تهتم أكثر بمن يحتاج، وتفكر دومًا كيف يمكن أن تساعد.

وبهذا، تعلمت هدى أن القيمة لا تكمن في شكل الأشياء، بل في استخدامها ومشاركة الخير مع الآخرين.