حدوتة قبل النوم: قصة هدية من قلبي: عندما يكون الحب أغلى من المال
بداية الحكاية
في أحد أيام الشتاء الجميلة، جلس عمر في غرفته ينظر من النافذة. كانت الأمطار تتساقط برقة، بينما كان قلبه مليئًا بالحيرة. غدًا هو عيد ميلاد صديقه المفضل “سيف”، ولكن المشكلة أن عمر لا يملك أي نقود لشراء هدية له.
ورغم أنه فكّر كثيرًا في الأمر، إلا أنه لم يستطع إيجاد حل في البداية. فكل الهدايا الجميلة التي رآها في المحلات كانت باهظة الثمن.
بينما كان يتجول عمر في المنزل، وقع بصره على صندوق قديم تحت سرير والدته. فتحه بفضول، فوجد مجموعة من الأزرار الملونة، وبعض الأقمشة، وقصاصات ورق ملون، وخرز لامع.
وهنا، لمعت عيناه فجأة وقال:
— “وجدتها! سأصنع هدية بيدي. قد لا تكون باهظة الثمن، لكنها ستكون من قلبي.”
الخطوة الأولى: اختيار الفكرة المناسبة
أخذ عمر يفكر:
“ما الذي يحبه سيف أكثر شيء؟”
تذكّر أنه يحب جمع الأشياء الغريبة والمميزة، وخاصة التي تحتوي على ذكريات. لذلك، قرر أن يصنع له صندوق ذكريات صغير يحتوي على صورهم معًا، وبعض العبارات الجميلة، وحتى رسمة مضحكة رسمها له سابقًا.
تنفيذ المشروع: العمل بالحب والخيال
أولًا، بدأ عمر بتزيين علبة صغيرة كانت موجودة في المطبخ باستخدام الورق الملون والأزرار والخرز.
ثم، ثانياً، قصّ بعض الصور القديمة التي التقطوها في المدرسة والنادي، وألصقها داخل العلبة.
بعد ذلك، كتب بخط يده رسالة قال فيها:
“كل سنة وأنت طيب يا سيف، الهدية دي يمكن بسيطة، لكن أنا عملتها بإيدي ومن قلبي عشان أنت أغلى صديق عندي.”
وأخيرًا، لف العلبة بورق هدايا قديم، لكنه زادها جمالًا بفيونكة صنعها من شريط قماشي وجده في المطبخ.
يوم المفاجأة: لحظة تسليم الهدية
في صباح اليوم التالي، ذهب عمر إلى المدرسة وهو يحمل العلبة الصغيرة في حقيبته. كان متحمسًا ولكنه خائف في الوقت نفسه:
“هل سيعجب سيف بالهدية؟ هل سيسخر منها؟”
ولكن، بمجرد أن فتح سيف الهدية، توقف لثوانٍ، ثم ابتسم من قلبه وقال:
“دي أجمل هدية وصلتني في حياتي!”
شعر عمر بسعادة لا توصف. لقد أدرك أن الهدية ليست بقيمتها المادية، وإنما بقيمتها المعنوية. لأن ما خرج من القلب، يصل إلى القلب مباشرة.
ومنذ ذلك اليوم، قرر أن يصنع هداياه دائمًا بنفسه، لأن فيها جزءًا منه.