قصة أيوب وشغف منذ الصغر

                              قصة أيوب وشغف منذ الصغر
كان يا ما كان كان في ولد يدعي أيوب كان ايوب طفلاً طيب القلب و محبًا للعمل، دائمًا ما يساعد الآخرين دون تردد. منذ أن كان في العاشرة من عمره، وهو يعمل في المحلات والسوبر ماركت، ليس فقط لكسب المال، ولكن أيضًا ليكتسب الخبرة ويتعلم من الحياة. كان يؤمن بأن العمل والاجتهاد هما مفتاح النجاح، وكان دائمًا يحاول نقل هذه الفكرة لمن حوله

أيوب

الـــفـــصـــل الاول

في أحد الأيام، جاء شاب جديد يُدعى آدم ليعمل في السوبر ماركت نفسه الذي كان يعمل فيه أيوب. كان آدم أكبر سنًا من أيوب، لكن لم تكن لديه أي خبرة في هذا المجال. وكعادته، تقدم أيوب لمساعدة آدم وتعليمه كيفية ترتيب البضائع والتعامل مع الزبائن، إلا أن رد فعل آدم كان غير متوقع.

“أنت ستعلمني؟! أنت صغير ولا تفهم شيئًا!” قالها آدم بنبرة استهزاء.

تفاجأ أيوب برد فعل آدم، لكن حاول أن يشرح له بهدوء:
“يا آدم، السن مش هو اللي بيحدد الخبرة، أنا صحيح أصغر منك، بس بشتغل هنا بقالى سنين وعندي خبرة كبيرة.”

لكن آدم لم يقتنع، بل قال بلهجة ساخرة:
“أنا أكبر منك، يعني أكيد أفهم أكتر منك، مش هتعرف تعلمني حاجة، روح العب ولا ذاكر بدل ما تضيع وقتي.”

الـــفـــصـــل الـــثـــانـــي

شعر أيوب بحزن شديد، ليس لأنه لم يُسمح له بتعليم آدم، ولكن لأن الناس كانت تستهين به فقط بسبب سنه. كان يعلم أنه يمتلك المعرفة والخبرة، لكن نظرة المجتمع له كطفل كانت تحبطه.

وفي المساء، عاد إلى منزله مكتئبًا. لاحظ والده ذلك وسأله بحنان:
“ما بك يا أيَوب؟ لماذا تبدو حزينًا؟”

تنهد أيوب وقال:
“يا أبي، الناس تستهين بي لأنني صغير، يظنون أنني لا أفهم شيئًا فقط لأنني أصغر منهم.”

ابتسم الأب، ووضع يده على كتف أيوب قائلاً بحكمة:
“لا تحزن يا بني، الخبرة لا تُقاس بالعمر، بل بالتجربة والاجتهاد. سيأتي يوم يعرف فيه الجميع أنك متميز، وعندها سيقدرون قيمتك الحقيقية.”

الـــفـــصـــل الـــثـــالـــث

في اليوم التالي، وبينما كان أيَوب يقوم بعمله كالمعتاد، كان آدم لا يزال يعاني في تأدية مهامه. لم يكن يعرف كيف يرتب المنتجات بطريقة صحيحة، وكان يواجه صعوبة في التعامل مع الزبائن، مما تسبب في عدة مشاكل.

وفي إحدى اللحظات الحرجة، ارتكب آدم خطأ كبيرًا في الحسابات، وكاد أن يخسر السوبر ماركت مبلغًا كبيرًا. لكن أيوب، بفضل خبرته، تدخل بسرعة، وصحح الخطأ قبل أن يتسبب في مشكلة كبيرة.

عندها، لاحظ صاحب السوبر ماركت ما حدث، فتوجه إلى آدم بغضب وقال:
“لماذا تستهين بأيوب؟! هو أصغر منك، لكن لديه خبرة أكبر منك، وقد أنقذك للتو من مشكلة كبيرة.”

وقف آدم في حالة ذهول، لم يكن يتخيل أن أيوب الصغير يستطيع فعل كل هذا. وأخيرًا، أدرك خطأه، وشعر بالخجل من تصرفه. نظر إلى أيَوب وقال بتواضع:
“أنا آسف يا أيَوب، كنت مخطئًا في حكمي عليك، وأدركت الآن أن الخبرة لا تعتمد على العمر.”

الـــفـــضـــل الـــرابـــع 

ابتسم أيَوب بلطف وقال:
“لا بأس يا آدم، المهم إنك فهمت، وأي حاجة تحتاجها، أنا موجود أساعدك.”

ومنذ ذلك اليوم، تغيرت نظرة الجميع لأيوب، ولم يعد أحد يستهين به بسبب صغر سنه. بل أصبح الكل يحترمه ويطلب نصيحته، لأنه أثبت أن العقول لا تُقاس بالأعمار، بل بالتجربة والاجتهاد.