قصة سليم والسباق الكبير

                          قصة سليم والسباق الكبير
في قرية صغيرة وسط الحقول الخضراء، كان في ولد اسمه “سليم”. كان سليم بيعشق الجري، وكان كل يوم يصحى بدري، يلبس حذاءه الرياضي، ويجري وسط الحقول، يحس بالهواء البارد بيضرب وشه، ويشوف الشمس وهي بتطلع، لكن كان عنده مشكلة واحدة: محدش بيشجعه!

سليم

حـــلـــم بـــدون تـــشـــجـــيـــع

سليم كان بيحلم إنه يبقى عدّاء مشهور، بس كل ما يقول لحد، يضحكوا عليه ويقولوا:

  • “الجري مش حاجة مفيدة، ده لعب عيال!”
  • “أنت بتتعب نفسك على الفاضي، ركّز في حاجة تنفعك!”

حتى في المدرسة، كان زمايله بيقولوا له:

  • “أنت مش هتقدر تنافس حد، سيبك من الجري ده!”

كل الكلمات دي كانت بتوجعه، لكنه كان كل يوم يلبس حذاءه الرياضي ويجري، حتى لو محدش قال له كلمة حلوة، حتى لو كل الناس كانت شايفة إن اللي بيعمله ملوش لازمة.

فـــرصـــة غـــيـــر مـــتـــوقـــعـــة

في يوم من الأيام، وصل خبر للقرية إن في “سباق الجري السنوي” هيحصل في المدينة القريبة، واللي هيفوز هياخد جائزة كبيرة. سليم أول ما سمع الخبر، اتحمّس جدًا وقرر يشترك، لكن لما قال لأهله وزمايله، محدش اهتم، بل بالعكس، بعضهم قال:

  • “أنت هتتنافس مع ناس أقوى منك، مش هتكسب أبدًا!”
  • “بلاش تضيع وقتك!”

رغم كل ده، سليم كان عنده إحساس إنه لازم يجرّب، حتى لو محدش شجعه، هو هيشجع نفسه!

الـــتـــدريــــب رغـــم الـــصـــعـــوبـــات

كل يوم قبل الفجر، كان سليم يخرج للجري، يجري وسط الحقول، على الطرق الترابية، حتى لو كان الجو برد أو حر، حتى لو كان تعبان. وفي كل مرة كان بيتعب، كان بيقول لنفسه:

  • “أنا قوي، أنا أقدر، أنا هفوز!”

كان بيحط حجر صغير في جيبه كل يوم ينجح في الجري لمسافة أطول، ولما بقى جيبه مليان بالحجارة، عرف إنه قطع مسافة كبيرة وحقق تقدم.

الـــســـبـــاق الـــكـــبـــيـــر

جاء اليوم المنتظر، وسافر سليم للمدينة عشان يشارك في السباق. لما وقف في خط البداية، شاف المتسابقين، كلهم لابسين ملابس رياضية محترفة، وعندهم مدربين معاهم، لكنه كان لوحده. للحظة، حس بالخوف، لكن بسرعة افتكر كل لحظات التدريب والتعب، وقال لنفسه:

  • “أنا مش محتاج حد يصدق فيا، أنا مصدق في نفسي!”

انطلق السباق، والمتسابقين بدأوا بقوة، بعضهم سبق سليم في الأول، لكنه ما استسلمش. كان فاكر كل يوم تعب فيه، كل لحظة قال فيها لنفسه “أقدر”، وبدأ يسرّع، لحد ما وصل قرب النهاية، وكان المركز الأول والتاني قريبين جدًا منه!

الـــمـــفــــاجـــأة الـــكـــبـــرى

في اللحظات الأخيرة، جمع كل قوته، انطلق بأقصى سرعته، وعدّى المتسابقين اللي قدامه بلحظات قليلة، و… عبر خط النهاية أول واحد!

الناس صقفوا، والحكم أعلن:

  • “الفائز بالمركز الأول… سليم!

ما كانش مصدق، أخيرًا تعبه ما راحش على الفاضي! الجائزة ما كانتش مجرد ميدالية، لكن إحساسه إنه قدر يثبت نفسه، حتى لو مفيش حد شجعه!

الـــعـــبـــرة مـــن الـــقـــصـــة

مش دايمًا هتلاقي اللي يشجعك، مش دايمًا هتلاقي اللي يقول لك “أنت تقدر”، لكن الأهم إنك أنت تقولها لنفسك. النجاح مش محتاج تصفيق الناس، النجاح محتاج إنك تؤمن بنفسك، وتكمل طريقك، حتى لو كنت لوحدك.