قصة عادل والطمع

                                قصة عادل والطمع
في قرية صغيرة عايشة وسط الجبال والحقول، كان في ولد اسمه عادل. عادل كان معروف بذكائه، بس كان عنده مشكلة كبيرة… كان بيحب الخير لنفسه وبس! يعني لو عنده حاجة، مستحيل يشاركها مع حد، ولو شاف حد محتاج مساعدة، يعمل نفسه مش شايف

عادل

الـــفـــصـــل الاول

في يوم، كان عادل ماشي في السوق، وشاف راجل عجوز عنده شجرة جوافة مليانة فاكهة جميلة. الراجل كان طيب جدًا، وقرر يوزع الجوافة على الأطفال ببلاش عشان يفرّحهم.

الأطفال كلهم فرحوا، وجريوا بسرعة عشان ياخدوا نصيبهم، لكن عادل كان عنده خطة تانية… استنى لما الأطفال ياخدوا حصتهم، وبعد ما مشيوا، راح للراجل وقال له بصوت ضعيف كأنه مظلوم:

  • “يا عم الحج، أنا يتيم، ومعنديش أكل في البيت، ممكن تديني زيادة؟”

الراجل الطيب صدّقه، واداله كمية كبيرة من الجوافة، لكن بدل ما يرجع البيت، راح وقعد يبيع الجوافة للأطفال التانيين اللي خدوا حصتهم، وبدأ يكدّس الفلوس في جيبه.

الـــفـــصـــل الـــثـــالـــث

الأطفال بدأوا يلاحظوا اللي بيحصل، وقال واحد منهم:

  • “إزاي إحنا خدنا حبة صغيرة وهو معاه كمية كبيرة؟”

واحد تاني قال:

  • “وكمان بيبيع الجوافة اللي خدها ببلاش!”

الكلام ده بدأ ينتشر بين أهل القرية، والناس بقت تاخد بالها من تصرفات عادل، لكن محدش قال حاجة، كانوا مستنيين يشوفوا لحد فين هيوصل طمعه.

الـــفـــصـــل الـــرابـــع

بعد كام يوم، دخل راجل غريب القرية، وكان معاه كيس كبير مليان حلويات غالية. الأطفال جريوا عليه، والراجل قال لهم:

  • “أنا عندي لغز، واللي هيحله هياخد الكيس كله!”

كل الأطفال حاولوا يحلوا اللغز، لكن محدش عرف، لحد ما عادل، بذكائه، فكر وقال الإجابة الصح. الراجل ابتسم وقال له:

  • “مبروك! الكيس ليك، بس بشرط، لازم توزعه بين أصحابك.”

هنا، عادل اتوتر، هو كان عايز الكيس كله لنفسه! فكر بسرعة وقال:

  • “ممكن آخده البيت الأول وأرجع أوزع؟”

الراجل ضحك وقال:

  • “أنا عارفك كويس يا عادل، لو خدت الكيس مش هتشوف الأطفال تاني!”

الأطفال بدأوا يبصوا لعادل بزعل، وكلهم قالوا:

  • “إحنا دايمًا بنشارك بعض، لكن أنت عمرك ما شاركتنا حاجة!”

الـــفـــصـــل الـــخـــامـــس

عادل حس بالحرج، وحاول يبرر، لكن محدش كان مقتنع. الراجل شاف اللي حصل، وقرر ياخد الكيس ويمشي، وعادل خسر الفرصة بسبب طمعه.

بعد اللي حصل، الأطفال بقوا يتجنبوا عادل، ومحدش كان بيثق فيه. لو حد لقى حاجة حلوة، ميبقاش عايز يقوله عليها، ولو كان في لعبة جديدة، محدش كان بيدعيه يلعب معاهم.

بقى يقعد لوحده، وبدأ يحس قد إيه هو خسر بسبب أنانيته. بقى يسأل نفسه:

  • “هو أنا غلطان؟ هو لازم أشارك عشان الناس تحبني؟”

لكن حتى لما حاول يتكلم مع الأطفال، محدش كان راضي يسمع له.

الـــفـــصـــل الـــســـادس

في يوم، شاف ولد صغير واقف قدام المخبز، شكله جعان ومش قادر يشتري حاجة. لأول مرة في حياته، حس بحاجة غريبة… حس إنه عايز يساعد!

خرج قرش من جيبه، وراح للولد وقال له:

  • “اتفضل، هات حاجة تاكلها.”

الولد بص له بفرحة وقال:

  • “شكرًا! أنت طيب جدًا!”

الكلمة دي لمست قلب عادل، وحس لأول مرة إن العطاء بيدي سعادة أكبر من إنه ياخد كل حاجة لنفسه. ومن اليوم ده، بدأ يتغير، ويشارك أصحابه، ويساعد الناس، وبالتدريج، الكل بدأ يحبه تاني.

العبرة من القصة

اللي بيحب الخير لنفسه بس، في النهاية بيلاقي نفسه وحيد، لكن اللي بيشارك ويفكر في غيره، بيلاقي الخير بيرجع له بأضعاف. الفرحة الحقيقة مش إنك تاخد كل حاجة لنفسك، الفرحة الحقيقة إنك تدي وتشوف الفرحة في عيون اللي حواليك! 🌟