كان هناك صبي يُدعى محمد، يعيش في مدينة صغيرة، وكان معروفًا بطيبة قلبه وابتسامته الدائمة. لكن ما كان يميزه أكثر من أي شيء آخر هو أنه كان يشبه تمامًا صبيًا آخر في المدينة يُدعى علي كان الشبه بينهما مذهلًا لدرجة أن الناس كانوا يخلطون بينهما باستمرار. أحيانًا كان محمد يُنادى باسم علي، وأحيانًا كان علي يُنادى باسم محمد، مما كان يسبب لهما الكثير من المواقف الطريفة وأحيانًا المزعجة.
الـــمـــوقـــف الأول
في أحد الأيام، ذهب محمد إلى السوق لشراء بعض الأغراض لوالدته. وبينما كان يتجول بين المحلات، أمسكه رجل غاضب وقال له:
“أخيرًا وجدتك يا علي! لقد أخذت مني بضاعة ولم تدفع ثمنها!”
تفاجأ محمد وحاول أن يشرح أنه ليس علي، لكنه كان يشبهه فقط. لكن الرجل لم يصدق ذلك، وبدأ الناس يتجمعون حولهما. لحسن الحظ، مرّ علي من هناك بالصدفة، وعندما رأى الموقف، اندفع قائلاً:
“هذا ليس أنا! هذا محمد، وهو صديقي!”
اعتذر الرجل لمَحمد بعدما أدرك الخطأ، وضحك الجميع على الموقف، لكن محمد بدأ يشعر أن هذا الشبه أصبح عبئا عليه.
الـــمـــوقـــف الـــثـــانـــي
في المدرسة، كان المعلمون أحيانًا يخلطون بين مَحمد وعلي، حتى أن أحد المعلمين أعطى لمَحمد علامة سيئة في الاختبار لأنه ظن أنه علي، الذي لم يكمل واجبه المنزلي!
ذهب مَحمد إلى المعلم وأوضح له الأمر، وبعد مراجعة الأوراق، اكتشف المعلم الخطأ واعتذر له. لكن مَحمد بدأ يشعر أنه يجب أن يجد حلا لهذه المشكلة.
الـــمـــوقـــف الـــثـــالـث
فكر مَحمد وعلي في طريقة لتقليل هذا الخلط. قرر مَحمد أن يغير طريقة تصفيف شعره، بينما قرر علي أن يرتدي نظارات طبية حتى يتمكن الناس من التمييز بينهما بسهولة.
وبالفعل، بدأ الناس يلاحظون الفرق، وتوقفت المواقف المحرجة تدريجيا. لكن بالرغم من ذلك، ظل مَحمد وعلي أصدقاء مقربين، وكانا يمزحان بشأن الشبه بينهما قائلين:
“ربما نحن توأمان ضائعان!”
الـــنـــهـــايـــة
تعلم مَحمد أن الشبه في الشكل ليس مشكلة، بل يمكن أن يكون فرصة للمرح والمواقف الطريفة. كما أدرك أن الصبر والتفكير الذكي يمكن أن يحلا أي مشكلة، مهما كانت غريبة!
وهكذا، استمر مَحمد وعلي في عيش مغامراتهما معا، لكن هذه المرة، وهما يعلمان أن الشبه بينهما ليس عبئا، بل ميزة خاصة تجعل صداقتهما أقوى.