قصص تربوية للاطفال : قصة عن الحياء والأمانة

قصص تربوية للاطفال : قصة عن الحياء والأمانة.

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

قصص تربوية للاطفال : قصة عن الحياء والأمانة
قصص تربوية للاطفال : قصة عن الحياء والأمانة

مدخل الحكاية :

اللمسة الأولى… لم تكن الأخيرة 

كانت الدنيا تتحرك بسرعة… والشوارع تمتلئ بلافتات “الصحة”، و”الرياضة أسلوب حياة”، بينما كانت هي، تلك الأم الهادئة، تراقب طفلتها الصغيرة تنمو أمامها، زهرةً بيضاء وسط زحام العالم.

تأملت في ملامحها الطفولية: عينان واسعتان، قلب صافٍ، وخطواتٌ مرتجفة على عتبات الحياة.

وفي أحد الأيام، وبينما كانت تُقلب هاتفها، ظهرت أمامها صورة لإعلان رياضي بسيط:
“دورات رياضية للبنات… ثقة، صحة، وأمان.”

تنهّدت الأم، وقالت لنفسها:

“لازم تبتدي بدري… لازم تبقى قوية وتعرف تدافع عن نفسها.”

فقررت.

باب النادي

في صباحٍ مشمس، أمسكت الأم بيد ابنتها الصغيرة. لم تكن الطفلة تعلم إلى أين تذهب، لكنها شعرت بالطمأنينة، فالأم كانت تمسك بيدها بقوة.

وصلوا إلى النادي. المكان نظيف، مرتب، مليء بالبنات… وفي المنتصف، وقف شابٌ في العشرينات تقريبًا، قوي البنية، يبتسم بثقة.

همست الأم للموظفة:

“هو الكابتن ده… بيشتغل مع البنات؟”

ابتسمت الموظفة وقالت:

“طبعًا… شاطر جدًا! كل الأمهات بيمدحوه.”

قصص جدتي : قصة أول يوم صيام

ترددت الأم، لكنها قالت في نفسها:

“مفيش مشكلة… طالما كله قدام الناس، وهي لسه صغيرة… مش هيحصل حاجة.”

وسمحت لابنتها بالدخول. كانت اللحظة الأولى… اللمسة الأولى.

تفاصيل صامتة

بدأ التمرين، ومع كل حركة خاطئة، كان الكابتن يُقوّم الجسم بيده، يقترب كثيرًا، يتحدث بثقة، ويُكثر من عبارات:

“متقلقيش… الوضعية كده تمام… لازم ألمسك علشان أصحح.”

كانت الفتيات الأكبر يبتسمن بثقة.

“عادي جدًا، إحنا متعودين… ده الكابتن.”

لكن الطفلة لم تبتسم.

رجعت إلى البيت، لم تقل شيئًا.
عيناها مليئتان بالصمت، وخطواتها بطيئة، وصوتها مبحوح كأن شيئًا انكسر ولم يُعلن عنه بعد.

الاعتراف الصغير

في الليل، قرب سريرها، جاءت الأم كعادتها لتغطي جسدها الصغير بالبطانية.
لكنها لاحظت ترددًا، نظرة مترددة من الطفلة… ثم سؤال خافت:

“ماما… هو عادي لما الكابتن يلمسني وأنا مش مرتاحة؟
البنات بيقولولي عادي… بس أنا حسيت إنه مش طبيعي.”

تجمدت الأم للحظة. شعرت كأن أحدًا صفعها على وجهها.

قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

“أنا اللي دفعت بيها للمكان… أنا اللي فتحت الباب.”

هل كانت تبحث عن القوة لبنتها، أم تخلّت عن أغلى ما عندها باسم “التمكين”؟
هل تصنع الأنوثة حقًا في صالة رياضية… أم تُبنى أولًا بجذور من الحياء؟

رسالة قلب أم

تذكرت حينها قول النبي ﷺ:
“كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته.”

كل لحظة، كل قرار، كل مكان تذهب إليه هذه الطفلة… الأم مسؤولة عنه.

أخذت طفلتها في حضنها، وهمست:

“جسمك أمانة يا بنتي… ومفيش حد من حقه يلمسك إلا لو كنتِ مرتاحة، ومع شخص تثقي فيه جدًا… ومش لازم نعمل زي الناس لو الناس مش ماشية صح.”

لم تكن هذه مجرد ليلة عادية.
كانت بداية رحلة جديدة:
رحلة تربية مش بس على القوة… لكن على الوعي، والحدود، والكرامة.

في ختام الحكاية

ليست كل لمسة في التدريب بريئة…
بعضها يسرق الطفولة من العيون دون أن يراها أحد.
ليست كل “عادي” تقال بين البنات… فعلًا عادي.

وفي هذا الزمان، لا يكفي أن نحب أبناءنا…
بل يجب أن نحميهم، وأن نعلّمهم الفرق بين الطمأنينة الزائفة، والأمان الحقيقي.

اللهم احفظ أبناءنا وبناتنا…
واحفظ حياءهم كما تحفظ أرواحهم،
واجعلنا أهلاً للأمانة التي وهبتنا إياها