قصص مغامرات للاطفال : هاني جوهر وبوابة الرمال

قصص مغامرات للاطفال : هاني جوهر وبوابة الرمال

 

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

 

 

قصص مغامرات للاطفال : هاني جوهر وبوابة الرمال
قصص مغامرات للاطفال : هاني جوهر وبوابة الرمال

بداية الرحلة

استيقظ هاني جوهر في صباح مشمس، متحمّسًا لأول مرة يزور فيها المملكة العربية السعودية مع والديه لأداء العمرة. ارتدى ثوبه الأبيض، وربط شنطته الصغيرة على ظهره، ثم اتجه معهم إلى الأتوبيس الكبير الذي سينقلهم من مكة إلى المدينة. طوال الطريق، كان يتأمل الصحراء الممتدة وينظر للجبال البعيدة وكأنها تحكي له قصصًا قديمة خبأتها الرمال.

قصص خيال : قصة الصياد والسمكة المسحورة

 

وبينما كانت الشمس تتوسط السماء، توقف الأتوبيس فجأة عند استراحة صحراوية صغيرة. نزل الركّاب، وتحرك الأب نحو المقهى لطلب القهوة، بينما اتجهت الأم مع أخته الصغيرة إلى دورة المياه. هنا، بدأ قلب هاني يرقص من الفضول.

البوابة الخفية

لم ينتظر هاني كثيرًا، بل سار بخطوات هادئة بعيدًا عن الأتوبيس. وبين الصخور والصمت، لاحظ شيئًا غريبًا. كانت هناك صخرة ملساء تلمع بضوء ذهبي خافت. اقترب منها ولمسها بيده، فتحركت تحت أصابعه، وانشق الرمل أمامه ليكشف عن بوابة ضخمة من الرمال تدور ببطء وكأنها تدعوه للدخول.

قصص خيال للاطفال : رحلة عبر الزمن

تردد هاني لوهلة، لكن الفضول غلبه، فأخذ نفسًا عميقًا، ثم عبر البوابة الرملية، ليجد نفسه في ممر ضيق مضاء بمشاعل من نار زرقاء. الممر كان تحت الأرض، ومع كل خطوة، كان يشعر أن الزمن يتغير من حوله.

المدينة المفقودة

استمر هاني في السير، حتى وصل إلى مدينة عظيمة مدفونة تحت الأرض. البيوت مصنوعة من الزجاج الملون، والشوارع تنبض بالحياة، رغم أن أهل المدينة لا يشبهون البشر تمامًا. كانوا شفافين، يظهرون ويختفون كالأحلام. اقترب منه شيخ وقور بلحية بيضاء وعمامة مطرزة بخيوط الفضة، وقال له:

“مرحبًا بك يا هاني جوهر، المختار من نسل الحكايات. لقد فتحت بوابة الرمال، وهذا يعني أن زمن الظلال قد بدأ.”

قصص مغامرات للاطفال : هاني جوهر وبوابة الرمال
قصص مغامرات للاطفال : هاني جوهر وبوابة الرمال

مهمة المختار

جلس هاني أمام الشيخ ليستمع إليه. أوضح له الرجل أن الشر بدأ يعود، وأن كائنًا مظلمًا يُدعى “الهامس” يحاول السيطرة على المدينة، وتحويل نورها إلى ظلام. وحده شخص نقي القلب، يستطيع مواجهة الهامس، وفتح أبواب النور السبعة.

أعطاه الشيخ عصًا مصنوعة من خشب العنبر، محفور عليها اسم “جوهر”، وقال له:

“أنت من نسل الجوهريين، الحراس القدماء للحكايات. كل ما تحتاجه موجود في قلبك: الشجاعة، والصدق، وحب الخير.”

اختبارات النور السبعة

بدأت رحلة هاني في المدينة الغامضة، وواجه في طريقه سبعة اختبارات، كل اختبار يحرسه مخلوق من حكايات ألف ليلة وليلة.
في البوابة الأولى، قابل عفريتًا من الزجاج، لا يُهزم إلا بالكلمة الطيبة.
في الثانية، عبر نهر الحكمة على ظهر طائر الرخ العملاق.
في الثالثة، أنقذ أميرة نائمة داخل فانوس، لم تستيقظ إلا حين غنّى لها نشيد الأمل.

وكلما اجتاز اختبارًا، زادت العصا نورًا، وزاد قلب هاني فهمًا.

مواجهة الهامس

بعد أيام من الترحال داخل الأرض، وصل هاني إلى كهف الظلال، حيث كان الهامس ينتظره.
لم يكن الهامس مخلوقًا، بل صوتًا داخليًا همس له بالشك، والخوف، والأنانية.

قصص خيالية : قصة النهر الذي يغني


تذكر هاني كلمات الشيخ، وتذكر ملامح أمه وأبيه، وتذكر مكة وأدعية الطواف.
رفع العصا عاليًا، وهتف:

“أنا ابن الخير، وصوت الحكايات لا يُخنق!”

اختفى الهامس في ومضة، وعاد النور للمدينة، وعادت الأرواح للحياة.

العودة بالجوهر

فجأة، سمع هاني صوت والده ينادي عليه من بعيد. فتح عينيه، فوجد نفسه يقف بجوار الأتوبيس، كأن شيئًا لم يحدث.
عاد الأب من المقهى، وعادت الأم من الحمام، وقالت أخته الصغيرة:

“إنت فين؟ إحنا بندوّر عليك!”

ابتسم هاني ولم يجب. فقط نظر إلى الأرض، فرأى ذرات رمل تلمع بين أصابعه، والعصا الصغيرة كانت قد اختفت، لكنها تركت أثرًا دافئًا في قلبه.

المغزى

منذ ذلك اليوم، لم يعد هاني مجرد طفل. صار يحمل في داخله جوهر الحكايات. أدرك أن كل شخص، مهما كان عمره، يحمل بوابة خفية بداخله، تفتح حين يتبع الخير، ويواجه خوفه، ويثق بنفسه.

قصص خيال : حورية البحر الصغيرة

وفي كل ليلة، وقبل النوم، كان يحكي لأخته حكاية، ويختمها دومًا بجملة:

“لا تخف من الظلال، فالنور ينتظرك عند أول خطوة شجاعة.”