حواديت حيوانات: حكاية الثعلب الخبيث والذيل المفقود

حواديت حيوانات: حكاية الثعلب الخبيث والذيل المفقود.

حواديت حيوانات: حكاية الثعلب الخبيث والذيل المفقود
حواديت حيوانات: حكاية الثعلب الخبيث والذيل المفقود

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

الفصل الأول: حادث غير متوقع

كان يا مكان، في غابة خضراء مليئة بالأشجار العالية والحيوانات السعيدة، عاش ثعلب ماكر يُعرف بمكره ودهائه. في يوم من الأيام، كان الثعلب يتجول في الغابة يبحث عن طعام، فرأى فخًا موضوعًا على الأرض. ظنّ الثعلب أنه يستطيع الحصول على الطُعم دون أن يقع في الفخ، لكنه كان مخطئًا. وبينما كان يحاول التسلل بخفة، انغلق الفخ عليه، وحدث ما لم يكن في الحسبان: قُطِع ذيله بالكامل.

عاد الثعلب إلى جحره، يشعر بالخزي والخوف من مواجهة الحيوانات الأخرى. كان يشعر بنقص كبير، وبدأ يفكر كيف يمكنه التعايش مع شكله الجديد. لكنه بدلاً من تقبُّل حاله، خطرت في باله فكرة خبيثة.

الفصل الثاني: الخطة الماكرة

في صباح اليوم التالي، خرج الثعلب إلى الغابة وبدأ يتحدث مع حيواناتها، مُدّعيًا أن الحياة بدون ذيل أفضل بكثير. قال لهم بصوت مليء بالثقة:
“أتدرون ما الذي اكتشفته؟ الحياة بلا ذيل أخف وأسرع. كنتُ أعاني من ثقل ذيلي طوال الوقت، أما الآن فأشعر بالحرية الحقيقية!”

اقترب منه ثعلب صغير وساذج، كان يحترم الثعلب الكبير ويثق بكلامه. قال له الثعلب الماكر:
“لماذا لا تجرب الحياة بدون ذيل؟ ستصبح أخف، ولن تحتاج لتحمله بعد الآن.”

تردد الثعلب الصغير في البداية، لكنه تأثر بكلام الثعلب الماكر، فقرر أن يقطع ذيله. وهكذا، بدأ الثعلب الماكر ينشر فكرته بين الحيوانات، مستغلًا كلامه المضلل ليقنعهم بقطع ذيولهم.

الفصل الثالث: الغابة بلا ذيول

بمرور الوقت، انتشرت فكرة الثعلب الماكر في الغابة، وبدأت الحيوانات تصدقه واحدة تلو الأخرى. الأرانب قطعت ذيولها، والغزلان فعلت الشيء نفسه، وحتى بعض القرود الصغار كانوا على وشك فعل ذلك. أصبحت الغابة مكانًا غريبًا، حيث لم تعد الحيوانات تشبه ما كانت عليه من قبل.

الفصل الرابع: القرد الحكيم يتدخل

في ركن بعيد من الغابة، جلس القرد الحكيم يراقب ما يحدث. كان القرد معروفًا بحكمته وبعد نظره، ولم يصدق أبدًا أكاذيب الثعلب. جمع القرد الحيوانات التي لم تتأثر بفكرة الثعلب وقال لهم:
“يا أصدقائي، هل فكرتم يومًا لماذا يدعوكم الثعلب للتخلص من ذيولكم؟ هل من المنطق أن نتخلى عن شيء خلقه الله لنا؟”

لكن الحيوانات أجابت:
“الثعلب يقول إن الحياة أفضل بدون ذيول. يبدو أنه على حق.”

هز القرد الحكيم رأسه وقال:
“الثعلب فقد ذيله بسبب حادث، وهو الآن يحاول أن يجعل الجميع مثله حتى لا يشعر بالنقص. إنه يخدعكم!”

الفصل الخامس: المواجهة الكبرى

قرر القرد الحكيم مواجهة الثعلب علنًا. جمع الحيوانات في ساحة كبيرة وقال بصوت مرتفع:
“أيها الثعلب، لماذا تخفي الحقيقة عن أصدقائك؟ قل لهم ما حدث لذيلك!”

تظاهر الثعلب بالثقة وقال:
“أنا فقط أساعدهم على تحسين حياتهم.”

لكن القرد رد بحزم:
“إن كنت تقول الحقيقة، فلماذا لم تقطع ذيلك بنفسك عن طيب خاطر؟ لماذا لم تدعُ الآخرين لهذا قبل أن تفقد ذيلك؟”

صمت الثعلب ولم يعرف بماذا يرد. بدأت الحيوانات تدرك أن القرد على حق، وأن الثعلب خدعهم ليُشعر نفسه بأنه ليس وحده في معاناته.

الفصل السادس: عودة الغابة إلى طبيعتها

بفضل حكمة القرد، فهمت الحيوانات حقيقة الأمر. قررت الحيوانات التي ما زالت تحتفظ بذيولها أن تحافظ عليها، بينما شعر من فقدوا ذيولهم بالندم. أما الثعلب الماكر، فقد أصبح مكروهًا بين الحيوانات، وعاش في عزلة بعيدًا عن الجميع.

تعلمت الغابة درسًا مهمًا: لا يجب أن نصدق كل ما يُقال، ولا ننساق وراء كلمات الآخرين دون أن نفكر بعقولنا.

النهاية.

اترك رد