قصص حيوانات الغابة:قصةالببغاء الذي نسي الكلام
في غابة خضراء مليئة بالأشجار العالية والزهور الملونة، كان هناك ببغاء صغير يُدعى “ريكو”. كان ريكو معروفًا بقدرته العجيبة على تقليد أصوات الحيوانات الأخرى، بل وحتى أصوات البشر! كل من في الغابة كان يستمتع بسماع ريكو وهو يعيد تكرار كلماتهم وأصواتهم بطريقة مضحكة ومسلية.
في أحد الأيام، استيقظ ريكو مبكرًا كعادته، لكنه عندما حاول التحدث لم يخرج أي صوت من منقاره! حاول مرة أخرى… لا شيء! أصبح الببغاء الذي كان يُضحك الجميع صامتًا تمامًا. شعر بالخوف والحزن، وبدأت دموعه تنهمر. كيف يمكن أن يعيش بدون صوته المميز؟
عندما لاحظ أصدقاؤه في الغابة صمته الغريب، اجتمعوا حوله في قلق. اقتربت منه السلحفاة العجوز وسألته:
– “ماذا حدث يا ريكو؟ لماذا لا تتكلم؟”
حاول ريكو الرد، لكنه لم يستطع! فاقترحت البومة الحكيمة:
– “ربما يحتاج ريكو إلى الراحة، فقد كان يتحدث طوال الوقت دون توقف!”
بدأ الأصدقاء في البحث عن طرق لمساعدة ريكو. نصحه العصفور الأزرق بشرب العسل الدافئ، واقترحت السلحفاة أن يجرب استنشاق رائحة الزهور العطرة، بينما أخبره القرد المشاكس أن يقفز ويلعب ليشعر بالسعادة، فقد يعود صوته من جديد!
لكن البومة الحكيمة كان لها رأي آخر، فقالت بهدوء:
– “ربما يا ريكو، تحتاج إلى الاستماع قبل أن تتحدث! لقد كنت تقلد الجميع، لكن هل فكرت يومًا في الاستماع إليهم حقًا؟”
ريكو يتعلم درسًا مهمًا
بدأ ريكو بالتركيز على سماع أصوات الغابة من حوله: خرير الماء، تغريد العصافير، حفيف الأشجار، وحتى صوت الرياح الخفيفة. شعر براحة لم يكن يشعر بها من قبل. ومع مرور الأيام، بدأ صوته يعود تدريجيًا، ولكنه هذه المرة أصبح أكثر وعيًا بأهمية الاستماع قبل التحدث.
عاد ريكو ليكون الببغاء المرح الذي يعرفه الجميع، لكن هذه المرة كان يستخدم صوته بحكمة. تعلم أن الاستماع جزء مهم من التواصل، وأنه لا يجب أن يتحدث فقط من أجل التحدث، بل يجب أن يفهم ويستمع جيدًا لمن حوله.
وهكذا، عاش ريكو سعيدًا بين أصدقائه، متعلمًا أن للكلمات قوة، لكنها تصبح أقوى عندما تأتي بعد استماع جيد.