قصة الغزالة الوفية المتسامحة

 قصص حيوانات الغابة 🦌 قصة الغزالة الوفية المتسامحة

المشهد الأول: بداية الصداقة في الغابة 🌳

في صباح مشرق، وبين الأشجار الكثيفة في إحدى الغابات الهادئة، عاشت غزالة رقيقة تُدعى نورة. كانت نورة مشهورة بين الحيوانات بطيبة قلبها وحبها لمساعدة الجميع.
ومن ناحية أخرى، كان هناك ثعلب ماكر يُدعى فارس، لا يثق فيه أحد، لكنه كان يتمنى أن يكون له صديق حقيقي.

وفي أحد الأيام، بينما كانت نورة تسير بجوار النهر، شاهدت الثعلب فارس قد علق في شبكة صياد. فورًا، وبدون تردد، ركضت نورة نحوه وساعدته على الهرب.
قال لها فارس بدهشة:
– “لماذا ساعدتِني وأنا معروف بالخداع؟”
فأجابته:
– “لأنني أؤمن بأن كل شخص يستحق فرصة ثانية.”

وهكذا، بدأت صداقة جديدة، رغم الشكوك.


المشهد الثاني: اختبار الصداقة 

مرت الأيام، وكبرت علاقة الصداقة بين نورة وفارس. ومع ذلك، فإن بعض الحيوانات في الغابة لم تكن تثق في فارس، وكانوا يحذرون نورة منه دائمًا.

لكن نورة كانت ترد دائمًا بقولها:
– “الثقة تبنى بالحب، وليس بالخوف.”

وفي إحدى الليالي، تسلل الجوع إلى قلب فارس، وبينما كان يبحث عن طعام، لمح عش طيور صغير. وللأسف، انساق وراء طبيعته الماكرة وأخذ بيضة من العش.
ولسوء حظه، شاهدته نورة وهو يغادر العش خفية.

وهنا بدأت نورة تشعر بالخذلان.


المشهد الثالث: المواجهة والتسامح 

في اليوم التالي، اقتربت نورة من فارس وقالت له بهدوء:
– “أنا رأيتك تفعل شيئًا لم أتوقعه أبدًا… لماذا فعلت هذا؟”
أخفض فارس رأسه خجلًا وقال:
– “كنت جائعًا وضعيفًا… آسف، لم أقصد أن أخون ثقتك.”

في البداية، شعرت نورة بالحزن والغضب، ولكن بعد تفكير عميق، قررت أن تمنحه فرصة أخرى.

– “أنت أخطأت، لكنك اعترفت، وهذا أول طريق التغيير… أنا سامحتك، لكن أتمنى أن تثبت لي أنك تستحق صداقتي.”

وهنا تجلت أروع معاني التسامح الحقيقي.


المشهد الرابع: التغيير الحقيقي 

بعد هذا الموقف، تغيّر فارس تمامًا. بدأ يساعد الحيوانات الأخرى، وابتعد عن الخداع، وراح يُثبت للجميع أنه بالفعل تغير.

وبينما كانت نورة تراقب من بعيد، ابتسمت وقالت:
– “أحيانًا، كلمة طيبة وموقف متسامح… قادران على تغيير عالم بأكمله.”
وبهذه الطريقة، علمتنا الغزالة نورة أن الوفاء والتسامح أقوى من أي خطأ