قصة القرد الطماع

قصص حيوانات الغابة:قصة القرد الطماع

في إحدى الغابات الخضراء، حيث الأشجار العالية والنسيم العليل، كان يعيش قرد صغير يُدعى “ميمو”. كان ميمو مرحًا ونشيطًا، يحب القفز من غصن إلى غصن، كما كان يحب اللعب مع أصدقائه من الحيوانات الأخرى.


ولكن، وعلى الرغم من ذلك، كان ميمو معروفًا بين الجميع بطبعه الطماع. إذ كان لا يرضى بالقليل، ولا يكتفي بما عنده، بل دائمًا يريد المزيد والمزيد.

أول موقف: موزة واحدة لا تكفي

في صباح مشرق، وبينما كان ميمو يتجول في الغابة، وجد شجرة موز ناضجة. فرح كثيرًا وقال لنفسه:
“سآخذ موزة واحدة فقط، هذا يكفي لليوم.”
ولكن بعد لحظة، نظر إلى باقي الموز وقال:
“لكن لماذا أكتفي بواحدة؟ ربما لا أجد موزًا غدًا!”
وبينما كان يفكر بهذه الطريقة، بدأ يقطف المزيد من الموز، واحدة تلو الأخرى، حتى ملأ ذيله ويديه وفمه!

وعندما حاول القفز من الشجرة، سقط على الأرض بسبب ثقل الموز، وتدحرجت كل الموزات بعيدًا عنه. حينها، ضحكت عليه بعض الطيور، وقال الغراب:
“لو اكتفيت بواحدة، لما خسرت الكل.”

درس من السلحفاة الحكيمة

بعد ذلك الموقف، ذهب ميمو حزينًا إلى ضفة النهر، وهناك قابل السلحفاة “تيتا”، وهي سلحفاة كبيرة في السن ومعروفة بحكمتها.
سألته بلطف: “لماذا تبدو حزينًا، يا ميمو؟”
فحكى لها ما حدث. ابتسمت وقالت:
“أتعرف، الطمع مثل الماء المالح، كلما شربت منه، ازددت عطشًا. أما القناعة، فهي كنز لا يفنى.”

تفكر ميمو في كلامها، لكنه لم يقتنع تمامًا، وقال في نفسه:
“ربما هي سلحفاة بطيئة ولا تعرف متعة جمع الأشياء!”

في اليوم التالي، سمع ميمو عن مغارة فيها مكسرات لذيذة. وعندما ذهب إليها، وجد فتحة صغيرة في جدار المغارة، فوضع يده داخلها وأمسك بحفنة كبيرة من المكسرات. لكن، لأنه كان ممسكًا بكمية كبيرة، لم يستطع إخراج يده من الفتحة.

مر وقت طويل، وأحس ميمو بالتعب، والجوع، والخوف. وأخيرًا، ترك المكسرات، وأخرج يده بسهولة.

حينها فقط، أدرك أن الطمع كان سبب ألمه، وأن القناعة كانت لتريحه منذ البداية.

منذ ذلك اليوم، تغير ميمو كثيرًا. صحيح أنه كان لا يزال يحب الطعام واللعب، لكنه أصبح يعرف متى يتوقف، ومتى يرضى، ومتى يشارك أصدقاءه بدلًا من أن يحتكر الأشياء لنفسه.

كما أنه صار يكرر دائمًا قول السلحفاة:
“القناعة كنز لا يفنى.”

قصة القرد الطماع تعلمنا أن الطمع لا يجلب سوى الخسارة، بينما القناعة تجلب الراحة والاحترام. الأطفال بحاجة لتعلم أن القناعة ليست ضعفًا، بل هي قوة داخلية تجعلنا أكثر سعادة ورضا