قصة حيوانات للأطفال: الفأر الحذر ومصيدة المزرعة

في يوم من الأيام، كان فأرٌ صغير يعيش بسلام في إحدى المزارع الخضراء، حيث الطبيعة هادئة والحيوانات تعيش بسلام فيما بينها. كان الفأر حذرًا للغاية، فهو يتجنب جميع الأخطار التي قد تتعرض لها حياته، ويحب مراقبة تحركات صاحب المزرعة بدقة. في أحد الأيام، بينما كان الفأر يسترق النظر عبر أحد الشقوق الصغيرة في حائط الحظيرة، رأى صاحب المزرعة يحمل شيئًا جديدًا: كان يمسك بمصيدة معدنية لامعة، وضعها بحذر داخل صندوق قديم تحت الطاولة. شعور بالخوف اجتاح الفأر؛ فهم على الفور أن المصيدة لم توضع هناك صدفة، بل كانت نصبًا لحياته.
حواديت وحكايات الأطفال
اندفع الفأر مسرعًا نحو بقية الحيوانات في المزرعة لينبهها من الخطر القادم. أول من صادفه كانت الدجاجة التي كانت منشغلة بترتيب ريشها والتقاط الحبوب. صاح الفأر قائلاً، “احذري! لقد جلبوا مصيدة فئران، إنها تهدد حياتنا جميعًا!”
نظرت إليه الدجاجة باستغراب وردت عليه بنبرة متعجرفة، “مصيدة فئران؟ ولماذا تزعجني بهذه الأخبار؟ المصيدة تخصك أنت وحدك، لن يتأثر بها أحد سواك. اذهب بعيدًا ودعني وشأني!”
حكايات للاطفال
شعر الفأر بخيبة أمل ولكنه لم يستسلم. كان يشعر أن هناك تهديدًا قد يمتد للجميع إذا لم يتعاملوا مع الموقف بجدية. واصل طريقه وذهب إلى الخروف الذي كان يقف مستريحًا تحت شجرة ظليلة. توجه الفأر إليه محذراً: “أرجوك، يجب أن تكون حذرًا! هناك مصيدة في المزرعة، إنها خطر علينا جميعًا!”
ضحك الخروف بهدوء وقال، “يا صديقي الفأر، أنت تشعر بالذعر لشيء بسيط. المصيدة ليست لي ولا تخصني. إن كنت تشعر بالخوف، ربما يجب أن تفكر في تغيير عاداتك وتجنب السرقة والتخريب. دعني أستمتع بوقتي، اذهب وتدبر أمرك بنفسك!”
التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية
تألم الفأر من عدم تجاوب الخروف، ولكنه قرر ألا يفقد الأمل. توجه بعدها إلى البقرة، التي كانت تقف في جانب المزرعة تمضغ بعض العشب الطازج. قال لها بنبرة توسل، “يا سيدتي البقرة، أرجوك أن تأخذي الأمر بجدية. لقد وضعت مصيدة في المزرعة، وإذا لم نحترس جميعًا، قد تحدث كارثة.”
نظرت إليه البقرة بازدراء وقالت، “مصيدة؟ وهل تعتقد أن هذه المصيدة التي جلبوها يمكنها أن تصيد بقرة بحجمي؟! تبدو كالمجنون. أرجوك، توقف عن هذا الهلع ولا تزعجني، فأنا لا أستطيع القلق لأجل مصيدة فئران!”
حواديت وحكايات الأطفال
مع الوقت، شعر الفأر أن الكل يستخف به ولا يأخذ تحذيراته على محمل الجد. بعد يأسه من إقناعهم، قرر الفأر التكيف مع الموقف وحماية نفسه وحده. بدأ يراقب صاحب المزرعة ليتأكد من مكان وضع المصيدة، وحين عرف موقعها بالضبط، قرر الابتعاد تمامًا عن تلك الزاوية، مقتنعًا بأنه فعل ما بوسعه.
وفي إحدى الليالي الهادئة، بينما كانت كل الحيوانات تغط في النوم، انطلق صوت قوي في أرجاء المزرعة، ثم صوت انطباق المصيدة. استيقظ الفأر من نومه مذعورًا، لكن فضوله دفعه إلى التحقق من الأمر. فاندفع مسرعًا نحو مكان المصيدة، ومن ثم اكتشف أنها قد أمسكت بذيل ثعبان تسلل إلى الحظيرة. كان الثعبان يتلوى محاولًا الإفلات، ولكنه كان عالقًا بإحكام.
أكبر منحة مجانية لطلاب الإبتدائي من وزارة الاتصالات
بعد لحظات، استيقظت زوجة المزارع على صوت المصيدة، وقررت التحقيق بنفسها. وفي الظلام، لم تتمكن من رؤية الفريسة بوضوح؛ فقد ظنت أن المصيدة اصطادت الفأر أخيرًا. عندما حاولت الإمساك بالمصيدة، عضها الثعبان بسمه القاتل، فصرخت من الألم وهرع زوجها إلى نجدتها، وقام بحملها بسرعة إلى المستشفى.
عاد الزوج بعد ساعات، زوجته كانت ضعيفة وتعاني من الحمى بسبب تأثير السم، فنصحهم الطبيب بتحضير حساء دافئ لها ليساعدها على استعادة عافيتها. تذكر الزوج الدجاجة وقرر ذبحها لعمل حساء مغذٍ. ومع تدهور صحة زوجته، توافد الجيران والأقارب لزيارتها والاطمئنان عليها، حتى ازدحم المنزل بالضيوف. وأمام عدد الحضور، لم يجد المزارع بديلاً عن ذبح الخروف لإعداد الطعام لهم.
حواديت للأطفال
لكن الأمور لم تسر على ما يرام، فقد تدهورت حالة الزوجة وفارقت الحياة بعد أيام من معاناتها. ومن ثم حضر المعزون بالعشرات للمزرعة للمواساة، وكان على المزارع أن يقدم لهم الطعام، فلم يجد حلاً سوى ذبح بقرته لتلبية احتياجاتهم.
وبعد أيام طويلة من الحزن والندم، وقف الفأر الصغير ينظر إلى المزرعة و قد غابت فيها الدجاجة والخروف والبقرة، وكل من استهانوا بتحذيراته من المصيدة، وهو الوحيد الذي بقي على قيد الحياة.
اخيرا العبرة: عندما تواجه مشكلة، قد تبدو بسيطة أو تخص أحدهم دون غيره، لا تستهين بها؛ فآثارها قد تتجاوز التوقعات وتمتد للجميع.