قصص اسطورية للاطفال : قصة القلب الشجاع

قصص اسطورية للاطفال : قصة القلب الشجاع.

قصص اسطورية للاطفال : قصة القلب الشجاع
قصص اسطورية للاطفال : قصة القلب الشجاع

قلب الشجاع

الفأر والخوف المستمر

في غابة بعيدة، عاش فأر صغير يدعى “رودي”. كان رودي يشعر بالخوف طوال الوقت، فكل ظل متحرك جعله يقفز مرتجفًا، وكل صوت غريب جعله يركض ليختبئ في جحره. أكثر ما كان يخيفه هو القطط التي تتربص به في كل مكان، فلم يستطع العيش بحرية كما تفعل بقية الحيوانات الصغيرة.

في يوم من الأيام، وبينما كان يبحث عن طعامه بحذر، سمع صوتًا عميقًا يناديه. التفت فرأى ساحرًا عجوزًا يحمل عصاه اللامعة. ابتسم الساحر بحنان وقال: “يا صغيري، أرى أن الخوف يسيطر عليك، وأريد مساعدتك”.

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

تحول الفأر إلى قط

لم يصدق رودي ما سمعه، لكنه هز رأسه موافقًا، فرفع الساحر عصاه وهمس بتعويذة سحرية، وفي لحظة، وجد رودي نفسه قد تحول إلى قط! شعر بالسعادة أخيرًا، فقد تخلص من خوفه من القطط، والآن يستطيع التحرك بحرية. لكن سرعان ما أدرك أنه أصبح يخاف الكلاب التي تطارده كلما خرج للبحث عن الطعام.

عاد رودي إلى الساحر وقال بحزن: “ظننت أنني سأتخلص من خوفي، لكن الكلاب تجعلني أرتجف”. ابتسم الساحر مجددًا ولوح بعصاه، وفجأة، تحول رودي إلى كلب قوي.

التحول إلى كلب ثم نمر

شعر رودي بالقوة لأول مرة، وبدأ يتجول في الغابة بثقة، لكن سرعان ما اكتشف أن النمور تثير رعبه. كلما رأى نمرًا، هرب واختبأ خلف الأشجار. لم يستطع تحمل هذا الشعور، فعاد إلى الساحر متوسلًا: “ساعدني، لا أزال أشعر بالخوف”.

هز الساحر رأسه وقال: “إذن، سأمنحك قوة النمر”. ولوّح بعصاه مرة أخرى، فتحول رودي إلى نمر ضخم. في البداية، شعر بالقوة المطلقة، لكنه سرعان ما بدأ يخاف الصيادين الذين كانوا يتجولون في الغابة حاملين رماحهم وأقواسهم.

حكايات جدتي : قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

 

الحقيقة التي أدركها الفأر

ركض رودي إلى الساحر مرة أخرى وقال: “ظننت أنني سأكون شجاعًا، لكنني لا أزال خائفًا”. نظر إليه الساحر بحكمة وقال: “يا رودي، لقد منحتك قوة القط، ثم قوة الكلب، ثم قوة النمر، ومع ذلك، لا يزال الخوف يسيطر عليك”.

اقترب الساحر أكثر وأردف: “المشكلة ليست في جسدك، بل في قلبك. أنت تحمل قلب فأر، مهما منحتك من قوة، لن تتغير إن لم تغير قلبك أولًا”.

فهم رودي الدرس أخيرًا، لكنه قبل أن ينطق بكلمة، وجد نفسه يعود إلى صورته الأولى كفأر صغير. لكنه هذه المرة، لم يشعر بالخوف كما كان من قبل. فقد أدرك أن الشجاعة لا تأتي من الشكل أو القوة، بل من الداخل.

قصص جدتي : قصة أول يوم صيام

النهاية: الشجاعة الحقيقية

منذ ذلك اليوم، قرر رودي مواجهة مخاوفه بشجاعة. لم يعد يهرب من كل ظل متحرك، ولم يعد يخشى كل صوت غريب. ومع مرور الوقت، أصبح أكثر ذكاءً وحذرًا، لكنه لم يسمح للخوف بأن يسيطر عليه بعد الآن.

وهكذا، عاش رودي حياته سعيدًا، ليس لأنه أصبح أقوى، ولكن لأنه امتلك قلب الشجاع.

العبرة من القصة

الشجاعة لا تأتي من القوة الجسدية، بل من القلب القوي. مهما تغير شكل الإنسان أو قوته، فلن يكون شجاعًا إن لم يؤمن بنفسه أولًا.