قصص حيوانات : الطاووس الذي فقد ألوانه

قصص حيوانات : الطاووس الذي فقد ألوانه

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

قصص حيوانات : الطاووس الذي فقد ألوانه
قصص حيوانات : الطاووس الذي فقد ألوانه

1. في حديقة الألوان

استيقظ الطاووس “رونق” باكرًا في صباح مشمس، وفتح جناحيه الملونين بفخر.
طاف بين الزهور، ووقف في منتصف الحديقة.
هزّ ريشه بلطف، ثم فرده دفعة واحدة كما يفعل كل يوم.
تجمّعت الطيور، وراقبته الحيوانات بإعجاب شديد.
ابتسم وهو يدور في حركة أنيقة، ثم رفع رأسه عالياً.

2. النداء المفاجئ

لكن، فجأة، جاء صوت صارم من البومة الحكيمة.
قالت: “رونق! لدينا إعلان هام!”
تجمّعت الحيوانات حول المنصة الخشبية.

قصص خيال : قصة الصياد والسمكة المسحورة


وقفت البومة وأعلنت:
“بسبب الاستعداد لمهرجان الغابة، نمنع جميع الاستعراضات حتى إشعار آخر.”
تفاجأ الجميع، لكن رونق بدا الأكثر انزعاجًا.

3. لماذا المنع؟

اقترب الأرنب منه وقال بلطف:
“المهرجان يحتاج تنظيمًا، وهم يريدون التركيز.”
ردّ رونق وهو يخفض جناحيه:
“لكن الاستعراض هو حياتي، هو صوتي، هو لغتي!”

ثم تابع قائلاً:
“أنا لا أغني كالعندليب، ولا أقفز كالكنغر، ولا أسبح كالسمك…
أنا أُظهر الجمال، أُعلّم الأطفال معنى الألوان والتوازن!”

4. أيام من الصمت

مرّت الأيام ببطء شديد.
جلس رونق على الصخور، وراقب الطيور وهي تطير وتغني.
لاحظ أن ضوء الشمس لم يعد يلمع على ريشه كما كان.
ومع مرور الوقت، بدأ يشعر أن ألوانه تخفت شيئًا فشيئًا.
في البداية، ظن أنه يتخيل.

قصص خيال للاطفال : رحلة عبر الزمن


لكن عندما نظر في ماء البحيرة، لم يجد الانعكاس نفسه.

قال لنفسه: “هل ريش الطاووس يذبل إذا لم يُرَ؟”
وللمرة الأولى، شعر بالخوف من أن يتحوّل إلى طائر عادي.

5. الفكرة العجيبة

في مساءٍ هادئ، اقتربت منه السلحفاة العجوز.
قالت: “يا رونق، أعرف شيئًا ربما يساعدك.”
استمع رونق بانتباه، فتابعت:
“كل مخلوق خلقه الله بهِ هدية… وإذا كتمها، تذبل بداخله.”

قصص خيالية : قصة النهر الذي يغني


ثم أضافت: “الاستعراض بالنسبة لك… ليس ترفًا، بل رسالة.”

فكّر رونق طويلاً.
ثم خطرت له فكرة:
“لن أُخالف القرار، لكن يمكنني أن أستعرض… دون جمهور!”

6. الاستعراض الصامت

في صباح اليوم التالي، ذهب رونق إلى التل البعيد.
فرد جناحيه، وبدأ يدور ويستعرض كما اعتاد.
لم يكن هناك أحد.
ومع ذلك، فعلها بإتقان كامل، وكأن الغابة كلها تراقبه.

قصص خيال : حورية البحر الصغيرة

ومع كل حركة، بدأ يشعر بالألوان تعود.
الضوء عاد ينعكس.
الريش بدأ يلمع.
والقلب امتلأ بالحياة.

7. المفاجأة السعيدة

في نهاية الأسبوع، رفعت البومة قرار المنع.
أعلنت عن حفلة صغيرة قبل المهرجان الكبير.
طلب الجميع من رونق أن يكون أول من يستعرض.

تقدّم الطاووس وسط التصفيق.
استعرض بحماس، لكنه هذه المرة لم يكن يستعرض فقط ليُعجبهم.
استعرض لأنه فهم أن ما بداخله لا يجب أن يُكبت.
وأنه عندما يُمنع الطاووس من الاستعراض، فهو لا يفقد جمهوره…
بل يفقد نفسه.


💡 الحكمة من القصة

لكل كائن صوته الخاص، وطريقته في التعبير.
عندما نمنع من ممارسة ما نُحب، لا نخسر العالم… بل نخسر ذواتنا.
لكن دائمًا يوجد طريق… حتى ولو بدون جمهور.