قصص حيوانات : رحلة في قصة الكبوة والإنجاز.

بداية الحكاية
في صباحٍ مشرق، اجتمعت حيوانات الغابة في الساحة الكبرى. كان النسيم يداعب الأشجار، وكانت الزهور تملأ الأجواء بعطرها الجميل. وسط هذا المشهد البديع، قرر الزعيم الأسد أن ينظم سباقًا كبيرًا بين الحيوانات، ليختار أسرع مخلوق يستطيع حمل رسالة السلام إلى الغابة المجاورة.
وقف الجميع بحماس، فيما تقدم الحصان فخورًا بجماله وقوته. تبعه الحمار بتواضع، يبتسم خجلاً ولكنه مليء بالأمل.
إعلان التحدي
قال الأسد بصوت جهوري: “اليوم، سنشهد سباقًا بين الحصان، أسرع مخلوقاتنا، والحمار، المعروف بصبره وقوته.”
ضحك بعض الحيوانات بسخرية، وقال الثعلب بمكر: “كيف لحمار بطيء أن ينافس الحصان السريع؟”
التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية
رغم السخرية، لم يبدُ على الحمار أي غضب. بل وقف بثقة، عاقدًا العزم على بذل كل جهده.
قصص حيوانات : انطلاق السباق
صفّر العصفور إيذانًا بالبداية، فانطلق الحصان كالسهم يشق الرياح. حاول الحمار اللحاق به، ولكن خطواته الثقيلة بدت متثاقلة مقارنةً بالسرعة الرشيقة للحصان.
ومع ذلك، لم يستسلم الحمار. ثبت أقدامه على الأرض، وثابر بكل طاقته، متذكرًا نصيحة أمه: “لا تقارن نفسك بأحد، بل افعل أفضل ما يمكنك فعله.”
في منتصف الطريق، وبينما كانت الحيوانات تراقب السباق بحماسة، حدث شيء غير متوقع.
الكبوة المفاجئة
ركض الحصان بسرعة جنونية، حتى وصل إلى طريق وعر مليء بالحفر والصخور. فجأة، تعثرت قدمه بحجر صغير، فسقط بقوة على الأرض. علت صيحات القلق في أرجاء الغابة.
قصة للاطفال للاطفال : قصة أول يوم صيام
أما الحمار، فقد واصل طريقه بحذر. لم يركض بجنون، بل راقب خطواته جيدًا. تجاوز الطريق الوعر دون أن يتعثر، مستعينًا بصلابته وصبره المعروف.
وبينما كان الجميع منشغلين بالحصان الجريح، استمر الحمار في التقدم بثبات.
الوصول إلى النهاية
وصل الحمار إلى خط النهاية متعبًا، لكنه سالم، فيما كان الحصان يحاول النهوض بمساعدة الغزلان والأرانب.
تعالت أصوات التصفيق للحمار، الذي لم يتوقع أحد فوزه. وقف الأسد مندهشًا، ثم أعلن قائلاً: “اليوم تعلمنا درسًا عظيمًا: الكبوة لا تقلل من قدر الحصان، ولكنها تتيح لغيره أن يحقق إنجازًا لا ينسى.”
ابتسم الحمار بخجل، فيما اقترب الحصان وقال له: “مبروك يا صديقي. لقد استحققت الفوز بصبرك وجهدك.”
درس الغابة العظيم
اجتمع جميع الحيوانات حول الأسد، الذي قال بحكمة:
“في حياتنا، قد يكون الكبرياء سبب سقوطنا، بينما يكون الصبر والاجتهاد طريق النجاح لآخرين. لا تسخروا من مجهود أحد، فكل مخلوق له طريقه، وكل رحلة مليئة بالعقبات والفرص.”
قصة فلسطين للاطفال : الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
صفق الجميع للحمار، الذي أثبت أن الإنجاز الحقيقي لا يأتي بالسرعة فقط، بل بالثبات والتصميم أيضًا.
قصص حيوانات : العبرة في القصة
وهكذا، أصبحت قصة سباق الحمار والحصان مضرب مثل بين حيوانات الغابة. كلما واجه أحدهم كبوة أو سخرية، تذكر أن الكبوات قد تكون بدايةً لإنجاز عظيم لشخص آخر.
ومنذ ذلك اليوم، احترمت الحيوانات جهود بعضها البعض، ولم تعد تقيس النجاح بالمظاهر، بل بالعمل الدؤوب والنية الصادقة.