قصص حيوانات : قصة الأرنب وبيت من الزجاج

قصص حيوانات : قصة الأرنب وبيت من الزجاج.

قصص حيوانات : قصة الأرنب وبيت من الزجاج
قصص حيوانات : قصة الأرنب وبيت من الزجاج

في بداية الغابة

استيقظ الأرنب رونق مبكرًا كعادته، وقفز من سريره المصنوع من أوراق الخيزران. نَظَرَ من نافذته الزجاجية، فشاهد الشمس تُرسل أشعتها الذهبية على قمم الأشجار. شعر بالرضا والسعادة لأن بيته الجديد، المصنوع بالكامل من الزجاج، كان يلمع كالجوهرة وسط الغابة.

قرر الأرنب رونق أن يدعو أصدقاءه لزيارة بيته الشفاف. جمع الجزر الطازج، ووضع العصير البارد في أكواب زجاجية، ثم ذهب ليُخبر صديقه الثعلب شُجاع، والسلحفاة هُدى، والقرد زاهي، والدب راشد.


الزيارة الأولى

جاء الأصدقاء إلى بيت الزجاج. دخلوا بدهشة وانبهار، وقال زاهي القرد وهو يتقافز:
“ياااه! بيتك رائع يا رونق! أستطيع أن أرى كل شيء من الداخل!”
ضحك رونق بفخر، وقال: “صممته بنفسي! لا شيء يُخفيه الجدار، كل شيء واضح وشفاف!”

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

تناول الأصدقاء الطعام، وضحكوا كثيرًا. لكن زاهي القرد لم يتوقف عن القفز، وفي لحظة غير متوقعة، اصطدم بأحد الجدران الزجاجية. كُسر جزء صغير من الزجاج، فتوقف الجميع. شعر زاهي بالخجل، واعتذر فورًا.

ابتسم رونق وقال بلطف: “لا بأس يا زاهي، سأصلحه. البيت من زجاج، وعلينا أن نكون حذرين.”
وافَق الجميع، وغادروا في هدوء، ولكن في قلب زاهي بدأ شيء غريب ينمو: غيرة خفية.


بداية المشاكل

في اليوم التالي، وبينما كان رونق يزرع الجزر حول منزله، مرّ زاهي من بعيد وهمس في نفسه:
“كلنا نعيش في بيوت خشب أو طين، أما هو فيعيش في قصر زجاجي!”
ثم، دون تفكير طويل، التقط حجرًا صغيرًا ورماه تجاه البيت. سمع صوت “طَقّ!” وشاهد شقًا صغيرًا يظهر على السطح الزجاجي.

قصص جدتي : قصة أول يوم صيام

هرب زاهي، وظنّ أن لا أحد رآه. لكن السلحفاة هدى، التي كانت تمر ببطء، شاهدت كل شيء. اقتربت من رونق وقالت:
“رأيت من كسر الزجاج يا رونق، لكن لا تقلق، سأُخبره أن هذا خطأ.”


تصاعد الأحداث

في الأيام التالية، بدأ زاهي يُلقي الحجارة كلما مرّ قرب البيت. كل مرة، يظن أنه ذكي، وكل مرة، يُسبب شقًا جديدًا. أما رونق، فكان يُصلح الزجاج دون أن يشتكي.

وفي نفس الوقت، بدأ زاهي يُخبر الحيوانات الأخرى أن رونق يتفاخر ببيته وأنه لا يهتم بمشاكل الغابة. سمع راشد الدب هذه الأقوال، وزار رونق ليسأله عن الحقيقة.

أجاب رونق بهدوء:
“أنا أحب بيتي، لكني لا أتفاخر به. من يحطّم الزجاج هو من لا يرى الجمال في نفسه.”


قصص حيوانات : لحظة انكشاف الحقيقة

ذات مساء، اجتمع سكان الغابة لحضور مهرجان القمر. وقف كبير الغابة، البوم الحكيم فَطين، ليُعلن أسماء الحيوانات التي ساعدت في تحضير المهرجان. حين جاء دور رونق، صفق الجميع، لكن زاهي صرخ فجأة:
“لا تصفقوا له، هو مغرور ببيته الزجاجي!”

سادت لحظة صمت. رفع فطين حاجبيه وسأل:
“ومن رمى الحجارة على بيته؟”

قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

ارتبك زاهي، وبدأ يتلعثم. عندها تقدمت السلحفاة هدى وقالت بصوت واضح:
“لقد رأيت زاهي بنفسه وهو يرمي الحجارة. البيت شفاف، وكل من مرّ رآه يتشقق، ومع ذلك ظل رونق يُصلحه في صمت.”

نظر الجميع إلى زاهي، فخفض رأسه واعترف بخجَل:
“كنت غيورًا، لكني أدركت أنني أخطأت.”


قصص حيوانات : درس الغابة

اقترب رونق من زاهي، وقال:
“بيتي من زجاج، وكان يمكن أن يتحطم تمامًا. لو كنت مكانك، لما رميت حجرًا. لأن من يعيش في بيت هش، لا يجب أن يؤذي الآخرين.”

أحنى زاهي رأسه وقال:
“تعلمت الدرس يا رونق. لن أرمي الناس بالحجارة أبدًا، لأنني أيضًا لدي نقاط ضعف كثيرة.”

صفق الجميع، وقرروا مساعدة رونق في إصلاح البيت. ومنذ ذلك اليوم، لم يعد أحد يرمي الحجارة، لأن كل حيوان في الغابة عرف أن:
“من بيته من زجاج، لا يُلقي الناس بالطوب.”


نهاية القصة

وهكذا، عاشت الغابة في وئام من جديد، وأصبح بيت رونق رمزًا للصدق والشفافية، بينما أصبح زاهي مثالًا على من أخطأ، لكنه تعلم وتغيّر.

النهاية.