قصص حيوانات : قصة الحصان الممنوع من الركض

قصص حيوانات : قصة الحصان الممنوع من الركض

 

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

 

قصص حيوانات : قصة الحصان الممنوع من الركض
قصص حيوانات : قصة الحصان الممنوع من الركض

الغابة التي لا يُسمح فيها بالركض

في قلب قارة خضراء، عاشت الحيوانات في غابة غريبة. هذه الغابة كانت كثيفة الأشجار، عميقة الظلال، ورطبة الهواء. ولكن الغرابة الحقيقية لم تكمن في طيورها النادرة أو في نباتاتها المتسلقة، بل ظهرت في قانونٍ عجيبٍ فرضه الحُكّام: ممنوع الركض!

فرضت السلاحف هذا القانون منذ سنوات. عقدت اجتماعًا كبيرًا عندما لاحظت أن الركض يُربك خطواتها ويثير الغبار في وجوهها. قال كبير السلاحف ببطء: “علينا حماية الهدوء، ومنع الفوضى. لا تركضوا أبدًا!” ومنذ ذلك اليوم، التزمت الحيوانات بالقانون، ولو على مضض.

قدوم الحصان الغريب

ذات صباح، ظهر حصان قوي على أطراف الغابة. امتدت عضلاته اللامعة تحت أشعة الشمس، وارتفعت خُطاه بخفة ورشاقة. دخل الحصان دون أن يعرف قانون الغابة، وبدأ يركض بين الأشجار، ينطلق كالسهم، ويضحك من فرط الحرية.

سمعت الزرافة صهيله، فرفعت رأسها وقالت بدهشة: “من هذا؟”
رد القرد من أعلى الشجرة: “حصان، لكنه يركض! هذا ممنوع!”
أسرعت السناجب إلى نشر الخبر. وقف الثعلب عند منتصف الطريق وقال للحصان: “أيها الغريب، توقف فورًا. الركض ممنوع هنا.”

توقف الحصان فجأة، وتساءل بفضول: “ممنوع؟ لماذا؟ أنا لم أؤذِ أحدًا.”
أجابت السلحفاة العجوز وهي تقترب منه: “لأننا قررنا أن الركض يزعج النظام. لا أحد يركض هنا.”

سؤال أربك الجميع

في اليوم التالي، جلس الحصان عند ضفة النهر، وأخذ يتأمل انعكاس وجهه على الماء. فجأة اقتربت منه البومة الحكيمة، وقالت: “أنت غريب عنا، لكنك تملك شيئًا مثيرًا.”

ابتسم الحصان وسألها: “كم حصانًا مثلي تحتاجون لتغيروا هذا القانون؟”

صمتت البومة لحظة، ثم تمتمت: “كم حصان؟ سؤال لا معنى له… في غابة مُنع الركض فيها.”

لكن السؤال انتشر كالنار. سأل الطائر الطنان الفيل: “كم حصان نحتاج ليُسمح لنا بالطيران بحرية؟”
سأل الأرنب صديقه الغرير: “كم قفزتي تكفي لتعيد لي حقي في الجري؟”

الاضطراب الداخلي

بدأت الحيوانات تفكر. لم يشكك أحد في القانون من قبل، لكن الحصان أثار الأسئلة في العقول. حاولت السلاحف تهدئة الجميع، لكنها فشلت. اجتمعت الحيوانات في الساحة الكبيرة، وطالبوا بتفسير.

قصص جدتي : قصة أول يوم صيام

قال الحصان بهدوء: “أنا لم أطلب شيئًا غريبًا، فقط سألت سؤالًا. لماذا يُمنع الركض؟ ما فائدة قوة القدمين إن لم نستخدمها؟”

قالت الزرافة مترددة: “صحيح، أنا لا أركض، لكنني أُحب أن أختار.”
أضاف الغراب: “القانون لا يحترم الفروق بيننا. لسنا جميعًا سلاحف!”

ثورة التغيير

تقدّمت السلحفاة العجوز وقالت: “القانون هدفه السلام، لكننا ربما نسينا أن لكل مخلوق طريقته في الحياة.”

وقّعت الحيوانات اتفاقًا جديدًا: يسمحون بالركض في أماكن محددة، ويحترمون بطء من لا يستطيعون الجري. أصبح الحصان أول من استخدم “مسار السرعة”، وهو طريق جديد بين الأشجار، يركض فيه من يشاء، دون إزعاج أحد.

خاتمة: سؤال بلا معنى… أو ربما العكس

سألت البومة الحكيمة نفسها في نهاية اليوم: “هل كان سؤال الحصان بلا معنى؟ أم أنه أعاد لنا معنى الحرية؟”

في تلك الليلة، ركض الأرنب لأول مرة في حياته دون خوف. طار الطائر الطنان في الهواء دون قلق. حتى السلحفاة، بابتسامة صغيرة، مشت على حافة المسار تراقب الجميع.

قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

هكذا، لم يعد “كم حصان؟” سؤالًا فارغًا. صار رمزًا للتغيير. لأن في غابة مُنع فيها الركض، صار الحصان رمزًا للصوت الذي يُعيد التفكير، ويحرك الجمود.

والعبرة؟

ليس المهم أن تسأل سؤالًا واضحًا. الأهم أن تسأل سؤالًا يُحرك العقول.