قصص حيوانات : قصة السنجاب الذي فقد بيته

قصص حيوانات : قصة السنجاب الذي فقد بيته

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

قصص حيوانات : قصة السنجاب الذي فقد بيته
قصص حيوانات : قصة السنجاب الذي فقد بيته

بيت السنجاب… حين هدم الإنسان بيتًا دون أن ينتبه

في صباح مشمس من أيام الخريف، استيقظت “ليلى” على صوت منشار كهربائي يقطع أغصان شجرة قديمة كانت تظلل حديقة بيتهم. لم تهتم كثيرًا في البداية، لكنها لاحظت شيئًا غريبًا. ارتفعت أصوات الطيور، واختفت فجأة، ثم رأت شيئًا صغيرًا يسقط من فرع عالٍ إلى الأرض.

ركضت ليلى نحو الشجرة، ووجدت سنجابًا صغيرًا يرتجف. فتح عينيه بصعوبة، وحاول أن يقف، لكنه فشل. في تلك اللحظة، نادت على والدها، وكان واقفًا يتابع أعمال القطع بهدوء.

قصص جدتي : قصة أول يوم صيام

قالت له بلهجة حزينة:
– “بابا، الشجرة دي كان فيها بيت… بيت صغير، ووقع!”
نظر الأب إلى السنجاب، وتردد قليلًا، ثم اقترب وسألها:
– “تحبي نساعده؟”


عندما يصبح الإنسان سببًا في تهجير كائن حي

لم يعرف الأب أن تلك الشجرة كانت موطنًا لعائلة سنجاب. عاشت العائلة هناك لسنوات، وجمعت الثمار، وربّت صغارها، وبنت أعشاشًا في تجاويف الجذوع. وعندما قرر سكان الحي أن يقطعوا الأشجار لتوسيع الشارع، لم يسأل أحد عن سكان تلك الأشجار من غير البشر.

قالت ليلى وهي تمسك السنجاب بين يديها بلطف:
– “هو بردان وخايف. تخيل لو حد هدم بيتنا وإحنا جواه؟”

أدرك الأب حينها أنه ارتكب خطأ. لم يكن قصدهم إيذاء أي مخلوق، لكن النتيجة كانت موجعة. فالسنجاب الآن بلا مأوى، تمامًا كما يحدث مع البشر في الحروب أو الكوارث، فقط لأن أحدهم قرر أن يزيل ما يعيق خطته.


نداء صغير من قلب الطبيعة

في الغابة، تعلم السنجاب “لوكي” منذ صغره كيف يقفز من فرع لآخر. حذّره والده من الإنسان، وقال له مرارًا:
– “لا تقترب من بيوتهم، لا تصدق طيبتهم… إنهم لا يروننا، ولا يشعرون بنا.”
لكن لوكي لم يكره الإنسان. بل كثيرًا ما راقب الأطفال وهم يلعبون، وتمنى أن يقترب، أن يأكل من فتات البسكويت الذي يرمونه، أو أن يشاركهم القفز.

وحين قُطعت شجرته، فقد كل شيء دفعة واحدة. لم يعرف ماذا يفعل. بحث عن إخوته، عن أمه، لكنهم اختفوا في الزحام والخوف. أصيب في ساقه، ووقع. ظن أنه سيموت.

لكنه استيقظ على يدين صغيرتين، دافئتين، وأصابع تمسح على رأسه بحنان.


بداية حياة جديدة… في غرفة طفلة

قررت ليلى أن تعتني بلوكي. نظّفت له صندوقًا قديمًا، ووضعت فيه قماشًا ناعمًا، وبذور دوار الشمس. جلست بجواره، وبدأت تحكي له القصص. تحدثت عن مدرستها، وعن أصدقائها، وعن الأشياء التي تحبها.

قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

في البداية، خاف لوكي، ورفض الأكل. لكنه لاحظ أن الطفلة لا تؤذيه. بل تبكي عندما يتألم، وتفرح عندما يتحرك.

مرت أيام، واستعاد لوكي عافيته. بدأ يقفز في غرفتها الصغيرة، ويمسك حبات الفول السوداني بيديه الصغيرتين. رسمت ليلى له لوحة وكتبت فيها: “أنت الآن في بيتك الجديد، وسأحميك من كل شيء.”


حديث بين جيلين… وأمل جديد

في إحدى الليالي، جلس الأب بجوار ابنته، وسألها:
– “شايفة إننا غلطنا؟”
ردّت ليلى:
– “آه يا بابا، مش بس غلطنا… إحنا خسرنا كائن جميل كان ساكن جنبنا وإحنا مش واخدين بالنا.”

سكت الأب. نظر إلى لوكي، ولاحظ كيف تعلق بالسقف الخشبي، وكيف يلعب بخفة. أحس بشيء داخله يتحرك. لأول مرة، شعر بوجود الحياة في مَن لا يتكلم.

قال:
– “من بكرة، هنعيد زراعة شجرة تانية في الجنينة. ولو نقدر نمنع قطع الأشجار في باقي الشوارع، هنتكلم.”
ابتسمت ليلى، وقفز لوكي كأنه فهم الحديث.


قيمة الحياة لا تقاس بالحجم

القصة لم تكن مجرد إنقاذ لحيوان صغير. بل كانت تذكيرًا بأن كل مخلوق على هذا الكوكب له حق في الحياة. الغابات لا تسكنها الأشجار فقط، بل تضم قلوبًا تنبض، وعائلات تعيش وتبني، وتحب وتخاف.

حين يقطع الإنسان شجرة، فهو لا يزيل خشبًا فقط، بل يهدم بيتًا، وربما يدمر حياة كاملة.

ولو أن كل أب علّم ابنه كيف يحترم النملة، فلن يكبر هذا الابن ليهدم غابة.


كيف نُعيد التوازن؟

– ازرع شجرة بدلًا من التي تم قطعها.
– علم أولادك أن للحيوانات مشاعر واحتياجات.
– لا تسكت على مشروع يدمّر بيئة طبيعية.
– خصص ركنًا من بيتك أو حديقتك ليكون مأوى للطيور أو الحيوانات الصغيرة.
– شارك قصصًا مثل قصة “لوكي”، لأنها توقظ القلوب النائمة.


النهاية… أو البداية الجديدة

تعلمت ليلى أن العالم لا يدور حول البشر فقط. وتعلم والدها أن القرارات الصغيرة قد تحمل نتائج ضخمة. أما لوكي، فقد كبر، وبدأ يتأقلم. وربما يومًا ما، سيعود إلى الغابة… أو سيبقى في البيت الذي تبناه حب طفلة.

في النهاية، لا يقاس رقيّ الإنسان بما يملكه، بل بما يمنحه للكائنات الأضعف منه.