قصص حيوانات : قصة القرد وقفزة الشهرة

حلم الشهرة
في غابة واسعة مليئة بالأشجار العالية والأنهار المتدفقة، عاش قرد ذكي يُدعى “كركور”. كان كركور سريع الحركة، بارعًا في القفز بين الأشجار، ويحب لفت الأنظار بحركاته البهلوانية. في أحد الأيام، قرر كركور أن يصبح أشهر قرد في الغابة.
استمر كركور في تقديم عروض مذهلة أمام الحيوانات. قفز من شجرة إلى أخرى بمهارة، وأدى حركات بهلوانية خطيرة جعلت الجميع يتحدث عنه. سرعان ما أصبح اسمه معروفًا بين الحيوانات، وتجمعت الطيور، الأرانب، وحتى الأفيال لمشاهدة عروضه.
التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية
بداية الشهرة
زاد اهتمام الحيوانات بكركور، وبدأت الصحف الغابية تنشر أخباره. أخبرته السلاحف العجوزة بأن شهرته تجاوزت حدود الغابة. شعر كركور بسعادة غامرة وقرر أن يزيد من عروضه حتى لا ينساه أحد.
كل يوم، ابتكر كركور حركات جديدة أكثر خطورة. استخدم الأغصان الرفيعة، وتأرجح فوق الأنهار، بل قفز أحيانًا فوق ظهور التماسيح! لكن رغم إعجاب الجميع، شعر كركور بأنه بحاجة إلى المزيد من التصفيق والاهتمام، فلم يعد يرضى بالقليل.
قصص اطفال : القائد الرائع وروح الفريق الواحد
عبء الشهرة
بمرور الوقت، لم يعد كركور يستمتع بحياته كما كان يفعل سابقًا. لم يعد لديه وقت للراحة أو اللعب مع أصدقائه القردة، لأن الجميع كان ينتظر عروضه يوميًا. إذا تأخر في تقديم عرض جديد، بدأت الحيوانات تتساءل: “هل فقد كركور مهارته؟”
أصبحت الشهرة عبئًا ثقيلًا عليه. لم يعد بإمكانه التجول بحرية، لأن كل الحيوانات كانت تلاحقه بالأسئلة والتوقعات. حتى عندما أراد الاسترخاء وتناول الموز بهدوء، وجد نفسه محاطًا بجمهور يسأله عن موعد عرضه الجديد.
التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية
سقوط المدوي
في أحد الأيام، قرر كركور أن يقدم أخطر عرض في حياته. أراد أن يقفز من أعلى شجرة في الغابة إلى شجرة أخرى بعيدة جدًا. اجتمعت الحيوانات لمشاهدته، وكان الجميع متحمسًا. قفز كركور بكل قوته، لكنه أخطأ في حساب المسافة. انزلقت يده عن الغصن، وسقط سقوطًا مدويًا وسط دهشة الجميع.
لحسن حظه، سقط على كومة من الأوراق الجافة، فلم يُصب بجروح خطيرة. لكن هذه الحادثة جعلت الحيوانات تشعر بالخوف عليه. اقتربت منه السلحفاة العجوزة وقالت بحكمة: “ليس كل شهرة أمرًا جيدًا، يا كركور. أحيانًا، يكون الهدوء والسعادة أهم من التصفيق.”
حكايات جدتي : قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
درس مهم
استوعب كركور الدرس. قرر أن يأخذ استراحة من عروضه، وأن يقضي وقتًا أطول مع أصدقائه وعائلته. لم يعد يهتم بعدد المشاهدين أو التصفيق، بل ركز على الاستمتاع بالحياة كما كان يفعل في السابق.
وهكذا، فهم كركور أن الشهرة ليست دائمًا مفتاح السعادة، وأن التوازن بين حب الآخرين وحب الذات هو ما يجعل الحياة أجمل.