قصص حيوانات قصة خروف العيد

قصص حيوانات قصة خروف العيد.

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

قصص حيوانات قصة خروف العيد
قصص حيوانات قصة خروف العيد

ولادة في المرج الأخضر

في مزرعة واسعة على أطراف الريف، وُلد خروف صغير أبيض الصوف، ناعم الشعر، ولامع العينين. أطلق عليه الراعي اسم “عيد”، لأن ولادته جاءت في الأيام الأولى من شهر ذي الحجة. ومنذ ولادته، لاحظ الجميع أنه خروف مختلف.

لم يكن عيد يحب اللعب فقط، بل كان يحب الاستماع. عندما تحدّثت أمه عن قصص الأعياد، جلس بجوارها بإصغاء تام. وعندما تحدّث الجد الكبش عن أيام الحج والتضحية، ظل عيد صامتًا، يفكر ويتأمل.

النداء الأول

ذات صباح، بعد أن اشتدت حرارة الشمس، سمع عيد الراعي يتحدث بصوت خافت، يقول:
“هذا الخروف نقي، طيب، قوي البنية… يصلح أن يكون أضحية هذا العام.”

لم يخَف عيد، بل انتبه. اقترب من أمه وقال:
“أمي، ما معنى الأضحية؟”

قصص جدتي : قصة أول يوم صيام

أجابت الأم بحنان:
“الأضحية يا صغيري، سنة من سنن الإسلام. وهي تذكرة لنا بقصة عظيمة… قصة نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل. الله اختبرهما، فأطاعا، ففداه الله بكبش من السماء.”

نظر عيد إلى السماء، وفكر طويلًا. ثم قال بهدوء:
“يعني أن أكون أضحية… يعني أن أطيع أمرًا من أوامر الله؟”

أومأت الأم برأسها: “نعم، وأن تكون سببًا في قُرب إنسان إلى الله.”

حديث بين الحيوانات

في الليلة التالية، اجتمع عيد مع بقية الحيوانات في الحظيرة. حضر الجمل الحكيم، والبقرة الطيبة، والماعز المرحة، والجاموس القوي، وكل الخراف الصغار.

وقف عيد في وسطهم وقال:
“يا أصدقائي، اقترب العيد. وقد أختار الله بعضنا لأمر عظيم.”

تعجّب البعض، وقال أحد الخرفان:
“أمر عظيم؟ أن نُذبح؟ هل هذا شرف؟”

قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

ابتسم عيد وقال بثقة:
“نعم، لأن الله أمر بذلك. ونحن مخلوقون لنخدم الإنسان، ومنهم من يطيع الله ويقرب الأضاحي تقربًا له. إذا اختارك الله أن تكون وسيلة للطاعة، فهل تعترض؟”

صمت الجميع. ثم قال الجمل الحكيم:
“ما قاله عيد صحيح. نحن نُسخّر للبشر، ومن يطيع الله من البشر، نحن نتشرف بخدمتهم.”

قالت البقرة: “لقد كبرت اليوم في نظري يا عيد.”

ضحكت الماعز وقالت: “ومن يصدق؟ خروف صغير يعلمنا دروسًا كبيرة!”

الرحلة إلى المدينة

في يوم التاسع من ذي الحجة، جهّز الراعي الشاحنة، ووضع فيها عيد وبعض الخراف الأخرى. كانت الرحلة طويلة. مرّوا على حقول وقرى ومدن، حتى وصلوا إلى القاهرة.

حين نزل عيد من الشاحنة، شعر برهبة المكان. رأى الأطفال يضحكون، والناس يجهزون ملابس العيد، ورائحة الطهي تنتشر في الشوارع. شعر عيد بأنه داخل لوحة من الفرح والروحانية.

اللحظة الحاسمة

في صباح يوم العيد، سمع عيد صوت التكبيرات من مسجد قريب. شعر بقشعريرة تسري في جسده. اقترب منه رجل كبير، مسح على رأسه، وقال:
“ما شاء الله… خروف طيب، سيكون عيدنا مميزًا هذا العام.”

عرف عيد أن وقته قد اقترب. ولكنه لم يخَف. بل رفع رأسه عاليًا، وقال في نفسه:
“يا رب، اخترتني لهذا الدور، وأنا راضٍ. أسألك أن تتقبله، وأن أكون سببًا في فرحة عائلة، وطاعة عبد.”

العبرة والرسالة

قبل أن يُضحّى به، نظر عيد إلى السماء، وقال بصوت منخفض لا يسمعه إلا مَن في السماء:
“يا رب، خلقتني من تراب، وأعدتني إليه، وكل ما أريده هو أن أكون سببًا في طاعة عبد من عبادك.”

في السماء، سُجّلت تلك الكلمات، وفي الأرض، فرحت العائلة بلحوم الأضحية، وتشاركوا بها مع الجيران والفقراء.

النهاية… لكنها بداية

وهكذا، انتهت رحلة عيد، لكنها بدأت في قلوب الأطفال الذين سمعوا القصة. فهموا أن الطاعة لا تعني الضعف، بل الشرف، وأن التضحية لا تعني الخسارة، بل الفداء.

ومنذ ذلك الحين، أصبح اسم “عيد” يُذكر في كل مزرعة، كخروف علّم الجميع أن القيم لا تُنطق فقط، بل تُعاش.