قصة أمانة النملة نونو – قصة قصيرة عن الأمانة للأطفال
المشهد الأول: بداية اليوم واللقاء المفاجئ
في صباح يوم جديد، كانت نونو النملة تستعد للخروج من جحرها الصغير كعادتها، تبحث عن فتات الطعام لتخزينه لفصل الشتاء.
وقبل أن تبدأ رحلتها، ودّعتها أمها قائلة:
“خلي بالك يا نونو، مش كل حاجة بتلمع تستاهل تتاخد.”
ومع مرور الوقت، وبينما كانت نونو تسير على أطراف المزرعة،
فجأة، لمحت من بعيد شيئًا يلمع كأنه كنز صغير.
وما إن اقتربت أكثر، حتى اكتشفت أنها قطعة سكر بيضاء نقية، تكاد تكون أكبر من جسدها بثلاث مرات.
قالت بدهشة:
“يااه، إيه الجمال ده؟!”
في هذه اللحظة، توقفت نونو، تتأمل قطعة السكر بعيون واسعة وفضول لا يُوصف.
🎬 المشهد الثاني: تردد وحوار داخلي
رغم أنها كانت متحمسة جدًا، شعرت نونو بشيء غريب في قلبها.
قالت لنفسها:
“بس يا ترى دي بتاعتي؟ طيب مين سابها؟ لو أخدتها، أبقى سرقتها؟”
ومع كل خطوة نحو قطعة السكر، كانت تتردد أكثر.
ثم، فجأة، سمعت صوت خطوات صغيرة قادمة من خلفها.
إنها أصدقاؤها: فوفو، طمطم، ولولو.
ضحكت فوفو وقالت:
“انتي لاقية كنز يا نونو! دي فرصتك!”
طمطم هزّ رأسه وقال بثقة:
“اللي يلاقي حاجة في الطريق، تبقى من حقه، كده القاعدة!”
لكن لولو، وكانت أكثر هدوءًا، نظرت إلى نونو وقالت:
“وأنتي مرتاحة؟”
حينها فقط، أدركت نونو أن القرار الحقيقي مش في مين قال إيه،
لكن في هي تحس بإيه.
🎬 المشهد الثالث: القرار بعد صراع
مرّت لحظات طويلة، بدت كأنها ساعات.
وقفت نونو مكانها، تنظر للقطعة، ثم لأصدقائها، ثم لنفسها.
وأخيرًا، تنهدت وقالت:
“أنا مش هاخد حاجة مش بتاعتي، حتى لو كانت حلوة قوي.”
وبهذا القرار، بدأت رحلة جديدة: البحث عن صاحبة السكر.
🎬 المشهد الرابع: البحث عن صاحبة السكر
انطلقت نونو تسأل كل من تقابلهم:
“هل فقدتي قطعة سكر؟ هل هي لكِ؟”
مرّت على الجيران، وسألت العمال في الحقل، وحتى النملات الحارسات على حدود المستعمرة.
لكن، في كل مرة، كان الجواب: “لا مش بتاعتي.”
وأخيرًا، في ظل شجرة زيتون قديمة،
وجدت نملة صغيرة تبكي، وحولها فتات من السكر.
قالت نونو بلطف:
“مالك يا نملوشة؟”
أجابت النملة وهي تمسح دموعها:
“كنت شايلة قطعة سكر كبيرة علشان أمي المريضة… بس وقعت مني!”
وهنا، بدون تردد، أخرجت نونو القطعة وقالت:
“يمكن دي بتاعتك؟”
صرخت النملوشة بفرحة:
“أيوه! دي هي!”
🎬 المشهد الخامس: المكافأة والمعنى الحقيقي
في اليوم التالي، استيقظت نونو على صوت طرق خفيف على باب جحرها.
وحين فتحت، وجدت مجموعة من النملات يقودهم زعيم المستعمرة.
قال لها بابتسامة:
“سمعنا عن اللي عملتيه يا نونو. الأمانة مش دايمًا سهلة… لكنها دايمًا صح.”
ومن ثم، أُقيم احتفال صغير في الساحة،
وتم تكريم نونو ومنحها شارة الأمانة الذهبية،
وشجّع الأطفال أن يكونوا مثلها.
🎬 الخاتمة: درس يبقى في القلب
ومنذ ذلك الحين، أصبحت نونو رمزًا في المستعمرة،
تعلم الجميع منها أن القوة مش في العضلات… بل في القلب اللي يعرف الصح ويختاره.
وهكذا، علمتنا نونو أن قطعة سكر قد تبدو صغيرة،
لكن قرار صادق… ممكن يخليها أغلى من أي كنز.