قصص وحكايات لأطفال : الشجرة الحكيمة 🌳

المشهد الأول: لقاء الأطفال بالشجرة العجوز
في أحد الأيام المشمسة، كان هناك مجموعة من الأطفال يلعبون في الحديقة الكبيرة، يجرون بين الأشجار، ويتسلقون الأغصان، ويضحكون بمرح. أثناء لعبهم، لاحظوا شجرة ضخمة تبدو أقدم من باقي الأشجار، أوراقها خضراء يانعة، وجذعها يحمل علامات الزمن. اقترب الأطفال منها بفضول، وفجأة، سمعوا صوتًا هادئًا عميقًا يقول:
“مرحبًا يا صغاري، أنا الشجرة الحكيمة. لقد كنت هنا منذ مئات السنين، وأود أن أخبركم شيئًا مهمًا عن الحياة.”
المشهد الثاني: درس الصبر من الشجرة
نظر الأطفال إلى بعضهم بدهشة، ثم جلسوا حول جذع الشجرة ليستمعوا إلى حديثها. أكملت الشجرة قائلة:
“هل تعلمون أنني كنت مجرد بذرة صغيرة تحت الأرض؟ كنت أنتظر وأنتظر حتى يحين الوقت المناسب لأخرج إلى النور. لم أكن أستطيع النمو بسرعة، بل كنت أحتاج إلى الصبر، الماء، وأشعة الشمس لأكبر بشكل صحي وقوي.”
هنا، قاطعها أحد الأطفال قائلاً بحماس: “ولكن لماذا لم تسرعي في النمو؟ نحن نريد أن نكبر بسرعة ونصبح أقوياء فورًا!”
ضحكت الشجرة بحنان وقالت: “هذا هو الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون. الأشياء العظيمة تحتاج إلى وقت لتنمو، تمامًا مثلي. لو كنت استعجلت، لكنت ضعيفة وجذوري لم تكن قوية بما يكفي لتحمل العواصف والرياح القوية.”
المشهد الثالث: اختبار الصبر
بينما كانت الشجرة تتحدث، مر نسيم هادئ جعل أوراقها تتمايل برقة، وكأنها تؤكد كلامها. بعدها سألت الأطفال:
“هل سبق أن زرعتم نبتة من قبل؟”
أجاب أحد الأطفال قائلاً: “نعم، ولكنني شعرت بالملل سريعًا لأن البذرة لم تنبت فورًا!”
ابتسمت الشجرة وقالت: “وهذا هو الدرس! الصبر هو مفتاح النجاح. تخيل لو أن الطيور استعجلت خروج فراخها قبل أن تصبح قوية بما يكفي للطيران، أو لو أن الثمرة قُطفت قبل أن تنضج؟ كل شيء يحتاج إلى وقته المناسب.”
المشهد الرابع: فهم الدرس والوداع
بعد حديث الشجرة، شعر الأطفال أن لديهم درسًا جديدًا عليهم تطبيقه في حياتهم. وعدوا الشجرة بأن يتحلوا بالصبر في كل شيء، سواء في التعلم، أو النمو، أو حتى في تحقيق أحلامهم.
وقبل أن يرحلوا، قال أحدهم: “شكرًا لكِ أيتها الشجرة الحكيمة، سنحاول أن نصبح مثل جذورك القوية، وننتظر حتى يأتي الوقت المناسب لكل شيء.”
ابتسمت الشجرة وأوراقها تمايلت كأنها تودعهم، وبينما كانوا يغادرون الحديقة، شعروا جميعًا بأنهم تعلموا شيئًا ثمينًا لن ينسوه أبدًا. 🌱✨