قصص وحكايات لأطفال : قصة الفيل فوفو والتفاحة الحمراء
المشهد الأول: الفيل والتفاحة
في يومٍ مشمسٍ جميل، كان الفيل فوفو يسير في الغابة الخضراء المليئة بالأشجار العالية والزهور الملونة، يستمتع بالهواء العليل وصوت العصافير المغردة. وبينما كان يخطو ببطءٍ، لمح تفاحةً حمراءَ لامعةً تتدحرج أمامه على الأرض.
توقف فوفو للحظة، ثم التقطها بخرطومه الضخم، وبدأ يمضغها بسعادةٍ قائلاً:
“يا لها من تفاحةٍ لذيذة! لم أتذوق مثل هذا الطعم من قبل!”
وبينما كان يستمتع بمذاقها، رفع رأسه إلى الأعلى، واكتشف أن هناك المزيد منها يتدلى من أغصان الشجرة. عندها، فكر في الحصول على المزيد. ولكن كيف؟
المشهد الثاني: فكرة جريئة
أخذ فوفو يفكر للحظات، ثم قال لنفسه بحماسٍ:
“ماذا لو حاولت الصعود إلى الشجرة؟ سأتمكن من قطف التفاح بنفسي دون الحاجة إلى انتظار أن يسقط على الأرض!”
لم يفكر كثيرًا في الأمر، فقد شعر بحماسةٍ شديدةٍ لخوض هذه التجربة الجديدة. تقدم نحو الشجرة، ووضع قدميه الأماميتين على جذعها، ثم بدأ في محاولة الصعود.
لكنه سرعان ما اكتشف أن الأمر ليس بهذه السهولة! حاول مرة، ثم أخرى، ولكنه لم يستطع الصعود أكثر من بضع سنتيمترات. ومع ذلك، لم يستسلم. فقد قرر أن يبذل جهده حتى يحقق هدفه.
المشهد الثالث: السقوط المدوي

وبعد محاولاتٍ متكررةٍ، تمكن أخيرًا من رفع نصف جسده، لكنه فجأة فقد توازنه! وقبل أن يدرك ما يحدث، انزلقت قدماه الخلفيتان، وسقط على ظهره بقوة!
“آآآه!” صرخ فوفو وهو يستلقي على الأرض متألماً، بينما تناثرت الأوراق من حوله، واهتزت الشجرة قليلاً بسبب سقوطه المدوي.
في هذه الأثناء، كان القرد جوجو يقفز بين الأغصان القريبة، وحين رأى المشهد، لم يتمالك نفسه من الضحك بصوتٍ عالٍ. ثم نزل مسرعًا نحو فوفو وقال مازحًا:
“فوفو! ماذا كنت تفعل فوق الشجرة؟ الفيلة لا تتسلق الأشجار!”
المشهد الرابع: درسٌ مهم من قصة الفيل فوفو والتفاحة الحمراء
شعر فوفو بالإحراج قليلاً، لكنه قال بصوتٍ ضعيفٍ وهو يفرك قدمه المتألمة:
“كنت أريد قطف التفاح بنفسي، لكنه كان خطأً كبيرًا!”
اقترب جوجو منه وربَّت على كتفه قائلاً بحكمةٍ:
“ليس كل شيءٍ يجب أن نفعله بأنفسنا، أحيانًا نحتاج إلى مساعدة الأصدقاء. لو كنت أخبرتني، لكنت قفزت وجمعت لك التفاح بسهولة!”
نظر فوفو إلى صديقه بابتسامةٍ خفيفةٍ، وأدرك أنه كان محقًا. فقال وهو يضحك:
“أنت صديقٌ رائعٌ يا جوجو! في المرة القادمة، سأطلب مساعدتك بدلاً من تجربة أشياء لا تناسبني.”
ثم مد جوجو يده، وقدم لفوفو تفاحةً حمراءَ جميلةً، قائلاً:
“هاك، هذه هديةٌ مني لك! لكن لا تحاول تسلق الأشجار مرةً أخرى، حسنًا؟”
ضحك فوفو وأخذ التفاحة، ثم قال بسعادةٍ:
“اتفقنا يا جوجو، ومن الآن فصاعدًا، سنتعاون دائمًا!”
وهكذا، تعلم فوفو درسًا مهمًا عن قيمة الصداقة والتعاون، وأصبح هو وجوجو لا يفترقان أبدًا، يساعدان بعضهما البعض في كل شيء، ويتشاركان لحظاتٍ مليئةٍ بالمرح والمغامرات في الغابة الجميلة! 😊🌳🍏