قصص رمضانية :بداية جديدة في العاشر من رمضان
المشهد الأول: فجر العاشر من رمضان
استيقظت الأم قبل أذان الفجر بقليل، فذهبت إلى غرفة التوأم ياسين وكريم، وأيقظتهما برفق. كان ياسين أول من نهض من فراشه وتوجه للوضوء، بينما تقلب كريم في سريره متكاسلًا.
بعد لحظات، عاد ياسين وهو يرتدي جلبابه الأبيض، ووقف بجوار والدته لأداء صلاة الفجر. لاحظت الأم أن كريم لا يزال في سريره، فاقتربت منه وربتت على كتفه قائلة:
– “حبيبي كريم، قوم صلِّ الفجر، رمضان فرصة عظيمة للتقرب إلى الله.”
ولكن كريم تمتم وهو يغطي وجهه بالبطانية:
– “أنا صايم يا ماما، وربنا هيقبل صيامي حتى لو ما صليت.”
هنا نظرت الأم إلى ياسين، الذي ألقى نظرة حزينة على أخيه، ثم قالت بهدوء:
– “حبيبي كريم، هل تعتقد أن الصيام وحده يكفي؟ تعال نجلس سويًا وسأخبرك بشيء مهم.”
المشهد الثاني: حوار الأم مع كريم
جلست الأم مع كريم بينما كانت أصوات المصلين في المسجد المجاور تتردد في الأجواء. نظرت إليه بحنان وقالت:
– “حبيبي، الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة. فكيف نطلب من الله أن يتقبل صيامنا، ونحن لم نؤدِّ أول ما أمرنا به؟”
هنا، نظر كريم إلى والدته بدهشة وقال:
– “لكن يا أمي، أنا صائم وأحاول أن أكون شخصًا أفضل!”
ابتسمت الأم وربتت على رأسه قائلة:
– “وهذا شيء رائع، لكن دعني أسألك: إذا كنت تريد الذهاب إلى مدرستك، هل يمكنك الذهاب بدون ارتداء ملابسك المدرسية؟”
ضحك كريم قائلًا:
– “طبعًا لا، لأن المدرسة لن تقبلني هكذا!”
تابعت الأم:
– “بالضبط، كذلك الصيام! الصيام بدون صلاة مثل طالب يذهب إلى المدرسة بدون زيه الرسمي، فهل تتوقع أن يقبله المعلم؟”
بدأ كريم يشعر أن كلام والدته منطقي، لكنه شعر ببعض الخجل وقال:
– “لكنني لم أصلِّ منذ بداية رمضان، كيف أعوّض ذلك؟”
المشهد الثالث: أول خطوة نحو الصلاة
وضعت الأم يدها على كتف كريم وقالت:
– “ابدأ الآن، المهم أن تبدأ، والله رحيم بعباده. تعال معي، سأعلمك كيف تتوضأ، وبعدها ستصلي معنا الظهر، خطوة بخطوة.”
وقف ياسين متحمسًا وقال:
– “وأنا سأساعدك يا كريم، وسنصلي معًا كل يوم!”
شعر كريم بحماس غريب يتسلل إلى قلبه، فذهب مع أمه إلى الحمام ليتوضأ، ثم عاد ليقف بجوار ياسين. رفع يديه مكبرًا للصلاة لأول مرة منذ أيام، وشعر براحة لم يكن يشعر بها من قبل.
المشهد الرابع: لذة الصلاة
بعد أن أنهى كريم صلاته، نظر إلى والدته مبتسمًا وقال:
– “ماما، شعرت بشيء غريب أثناء الصلاة… كأن حملاً ثقيلاً قد زال عني!”
ضحكت الأم وقالت:
– “هذا لأن قلبك عاد لينبض بالقرب من الله، الصلاة ليست مجرد حركات، إنها راحة وسكينة.”
هنا قال ياسين بحماس:
– “ومن اليوم سنصلي كل الصلوات معًا، ما رأيك يا كريم؟”
أومأ كريم برأسه مبتسمًا وقال:
– “أكيد! لا صيام بدون صلاة بعد اليوم!”
ابتسمت الأم بسعادة، وهي تحمد الله على هداية ابنها، داعية أن يظل ثابتًا على هذا الطريق.
الخاتمة: رمضان فرصة للعودة
وهكذا، أدرك كريم أن الصيام بدون صلاة لا يكتمل، وأن العبادة ليست مجرد عادة، بل هي وسيلة للقرب من الله. لقد بدأ رحلة جديدة، رحلة التقرب إلى الله، خطوة بخطوة، يدًا بيد مع أخيه ياسين.
والآن عزيزي القارئ، هل بدأت رحلتك نحو الصلاة؟ رمضان فرصة عظيمة، فاغتنمها
قصص رمضانية :بداية جديدة في العاشر من رمضان