حكايات الجدة مفيدة : وقت رمضان من ذهب

حكايات الجدة مفيدة : وقت رمضان من ذهب.

حكايات الجدة مفيدة : وقت رمضان من ذهب
حكايات الجدة مفيدة : وقت رمضان من ذهب

الجدة مفيدة وحديث الذكريات

وقت رمضان.. كنز لا يُعوّض

في ليلة رمضانية هادئة، جلست الجدة مفيدة مع أحفادها في الشرفة، حيث كان الهواء العليل يحمل أصوات المساجد وهي تتلو آيات القرآن الكريم. السماء كانت مضيئة بنور القمر، وأضواء الفوانيس الملونة تتراقص على الجدران، ناشرة دفءً خاصًا في الأجواء.

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

بينما كان الأطفال يتحلقون حولها، كانت سلمى منشغلة بهاتفها، تشاهد أحد البرامج الرمضانية الكوميدية، وتضحك بين الحين والآخر. لاحظت الجدة ذلك فابتسمت بحنان وقالت: “سلمى، تعالي واجلسي معي، أريد أن أحكي لكم قصة مهمة عن رمضان!”

رمضان.. شهر المسلسلات أم شهر العبادة؟

تحركت سلمى ببطء وجلست بجوار جدتها، لكنها لم ترفع عينيها عن الشاشة. نظرت إليها الجدة بحنان وقالت: “هل تعلمين، يا سلمى، عندما كنت في مثل عمرك، كان رمضان مختلفًا تمامًا! لم يكن لدينا كل هذه البرامج والمسلسلات التي تملأ وقت الناس. كنا نقضي أيامنا في تلاوة القرآن، ونساعد أمهاتنا في إعداد الإفطار، ونحضر الدروس الدينية، وبعد الفطور نجتمع في حلقات ذكر وصلاة التراويح.”

نظرت سلمى إلى جدتها بدهشة وسألت: “لكن يا جدتي، ألا تستمتعين بمشاهدة البرامج الرمضانية؟ هناك الكثير منها ممتع ومضحك!”

قصص جدتي : قصة أول يوم صيام

ابتسمت الجدة وقالت: “يا حبيبتي، لا بأس ببعض الترفيه، ولكن هل يعقل أن يضيع الإنسان يومه بالكامل أمام الشاشات، وينسى الصلاة والذكر وقراءة القرآن؟ الله سبحانه وتعالى جعل رمضان شهر التوبة والقرب منه، وقال في كتابه الكريم: *ويريد الله أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلًا عظيمًا* (النساء: 27). هل تعرفين ماذا تعني هذه الآية؟”

هزت سلمى رأسها بالنفي، فتابعت الجدة: “الله يريد لنا الخير، يريد أن يمنحنا فرصة لمغفرة الذنوب والتقرب منه، لكن هناك من يريد أن يشغلنا بالدنيا حتى نبتعد عن ذكر الله دون أن نشعر.”

لحظة الإدراك

بدأت سلمى تفكر في كلام جدتها. تذكرت كم مرة أجّلت صلاتها بسبب حلقة كرتون، وكم مرة فضّلت مشاهدة المسلسلات بدلًا من قراءة جزء من القرآن. شعرت بالخجل وقالت: “لكن يا جدتي، أحيانًا لا أشعر بالحماس للصلاة أو قراءة القرآن… البرامج تبدو أكثر تشويقًا!”

ربتت الجدة على كتفها بحنان وقالت: “هذا ما يريده الذين يتبعون الشهوات يا سلمى. يريدون أن يسرقوا وقتك وقلبك حتى لا يبقى لديك طاقة للعبادة. لكنكِ ذكية يا حبيبتي، وأعرف أنكِ ستفهمين قيمة الوقت في رمضان. هل تعلمين أن هناك من يخطط لشهر رمضان قبل بدايته ليكون مليئًا بالطاعات والعبادات؟”

حكايات جدتي : قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

رفعت سلمى رأسها وقالت: “كيف يعني يا جدتي؟”

ابتسمت الجدة وقالت: “هناك من يكتب جدولًا ليومه الرمضاني، فيحدد وقتًا للصلاة وقراءة القرآن، ووقتًا لمساعدة والديه، ووقتًا للتفكر والدعاء. وإذا قرر مشاهدة شيء ممتع، يكون بحدود حتى لا يأخذ من وقت العبادة. هكذا يكون رمضان شهر البركة، وليس شهر الكسل والتسويف.”

قرار سلمى

في تلك الليلة، قررت سلمى أن تغيّر عاداتها. فتحت مفكرتها وبدأت تضع جدولًا يوميًا، خصصت فيه وقتًا للصلاة والذكر وقراءة القرآن، وقلّلت من مشاهدة البرامج التي كانت تأخذ ساعات من وقتها. في البداية، شعرت ببعض الصعوبة، لكن شيئًا فشيئًا، بدأت تشعر بالراحة والطمأنينة، وكأن قلبها صار أكثر صفاءً وسكينة.

وفي الليلة التالية، جلست سلمى بجوار جدتها وهي تحمل مصحفها الصغير، وقالت بحماس: “جدتي، هل يمكنني أن أقرأ لكِ اليوم سورة قبل الإفطار؟”

ابتسمت الجدة بفخر وعانقتها قائلة: “هكذا يكون رمضان، يا حبيبتي! فكل لحظة نقضيها في العبادة، هي كنز لا يعوض.”