حكاية الجدة وآداب التعامل مع الطبيعة

حكاية الجدة وآداب التعامل مع الطبيعة.

حكاية الجدة وآداب التعامل مع الطبيعة
حكاية الجدة وآداب التعامل مع الطبيعة

بداية الحكاية

جلست الجدة سلمى تحت شجرة التوت العظيمة في حديقة المنزل. تجمع الأحفاد حولها مثل الفراشات الصغيرة، ينتظرون منها أن تبدأ حكاية جديدة. ابتسمت الجدة ومسحت على رؤوسهم برفق، ثم قالت بحماس:
“اليوم، سأحكي لكم عن الربيع والزهور، وعن مهمة جميلة أعطاها الله لنا.”

حكاية الجدة : ولادة الربيع

قالت الجدة: “في يوم مشمس من أيام الربيع، فتحت الأرض ذراعيها واستقبلت الدفء القادم من الشمس. أنبتت الأشجار أوراقها الخضراء، وتفتحت الأزهار بألوانها الزاهية. الزنبق رفع رأسه بفخر، والنرجس ابتسم للسماء، والياسمين نشر عبيره في الأرجاء.”

قصة للاطفال للاطفال : قصة أول يوم صيام

نظر الأطفال حولهم، فشاهدوا بعض الزهور الصغيرة قرب الشجرة. أشارت الجدة إليها وقالت: “هكذا تبدأ الحياة كل ربيع، يا أحبائي.”

مهمة الإنسان في الأرض

أخذت الجدة نفسًا عميقًا وأكملت حديثها قائلة:
“ولكن، يا صغاري، لم يخلق الله الزهور والأشجار فقط لكي ننظر إليها. لقد أمرنا الله أن نحميها، وأمرنا رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، ألا نقطع شجرةً دون سبب. بل حثنا على غرس الأشجار، فقال: (ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة).”

قصة فلسطين للاطفال : الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

تبادلت الأعين الصغيرة النظرات بدهشة، فقالت الجدة: “نعم، كل زهرة نحافظ عليها، وكل شجرة نرعاها، هي صدقة عظيمة نكسب بها رضا الله.”

حكاية الجدة : رحلة عبر البستان

ثم وقفت الجدة، وأشارت بيدها قائلة: “تعالوا معي في رحلة صغيرة داخل الحديقة.”
قفز الأطفال فرحين، وتبعوا جدتهم وهم يضحكون.

مروا أولًا على شجرة الزيتون. قالت الجدة: “انظروا، شجرة الزيتون شجرة مباركة، ذكرها الله في كتابه العزيز. يجب أن نحترمها ونعتني بها.”

انتقلوا بعد ذلك إلى بستان الورد. انحنت الجدة وقطفت زهرة ذابلة من الأرض، ثم قالت: “انظروا كيف تتساقط الزهور عندما لا تجد من يسقيها. علينا أن نوفر الماء للنباتات، تمامًا كما نحتاج الماء نحن.”

بعدها، وقفوا أمام شجرة تفاح مثمرة. أشارت الجدة إلى الثمار وقالت: “التفاح يعطي طعامًا للإنسان والحيوان. لذلك، من واجبنا ألا نقطع شجرة مثمرة، وألا نفسد الأرض بالتخريب.”

أهمية حماية الطبيعة

جلس الأطفال على العشب، وبدأت الجدة تحكي لهم كيف يضر الإنسان بالطبيعة أحيانًا. قالت: “عندما نلقي القمامة في الحدائق، وعندما نكسر الأغصان بلا سبب، فإننا نؤذي الأرض. والله قال في كتابه: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها).”

ثم وضعت الجدة يدها فوق قلبها وقالت: “عندما نحمي الزهور، ونرعى الأشجار، فإننا نُظهر شكرنا لله، ونحافظ على جمال الأرض لأجلنا ولأجل الأجيال القادمة.”

عهود صغيرة

أخرجت الجدة كيسًا صغيرًا فيه بذور متنوعة. وزعت على كل طفل حفنة صغيرة وقالت: “كل واحد منكم سيزرع اليوم زهرة. وستعتني بها، وستسقيها، وستراقب كيف تكبر أمام عينيك.”

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

فرح الأطفال كثيرًا، وبدأوا يحفرون بأيديهم الصغيرة. غرس كل طفل بذوره بحب، وسقاها بالماء تحت إشراف جدته العطوفة.

قالت الجدة: “الزراعة تعلمنا الصبر، وتحفز فينا الرحمة، وتقربنا إلى خالقنا.”

نهاية الحكاية وبداية العهد

مع غروب الشمس، اجتمع الأطفال حول جدتهم مرة أخرى. أمسك كل طفل بيد الآخر، وقالوا بصوت واحد: “نعاهدك يا جدتنا أن نحمي الزهور، ونرعى الأشجار، وألا نفسد الأرض أبدًا!”

ضحكت الجدة بحرارة، وقالت: “أنتم أمل المستقبل. كل زهرة تبتسم اليوم، بفضل قلوبكم الطيبة.”

وهكذا، انتهت قصة الجدة سلمى، ولكن بدأت رحلة الأطفال مع حب الطبيعة وحمايتها.
وبينما كانت الطيور تغني لحن المساء، كانت الزهور تلوح برؤوسها الصغيرة، كأنها تبارك هذا العهد الجديد.