قصص رمضانية : قصة حلم الطفلة المريضة
المشهد الأول: الأمنية الصعبة
جلست “سارة” ذات الأعوام العشرة بجوار النافذة، تنظر إلى الهلال الذي يعلن قدوم رمضان. كانت عيناها تلمعان حماسًا، لكنها سرعان ما خفضت رأسها بحزن. التفتت إلى والدتها وقالت بصوت خافت:
— ماما، نفسي أصوم زي إخواتي… حتى لو يوم واحد بس!
تنهدت الأم وربتت على شعر ابنتها برفق، ثم قالت بحنان:
— حبيبتي، أنتِ مريضة، والطبيب قال إن الصيام ممكن يضرك. صحتك أهم حاجة.
لكن سارة لم تكن تريد أن تسمع ذلك. كانت تحلم أن تشعر بجمال الصيام، أن تنتظر أذان المغرب مثل إخوتها، أن تدعو الله في الإفطار، لكن مرضها المزمن كان يمنعها دائمًا.
المشهد الثاني: فكرة الأمل
مع مرور الأيام، لاحظ والدها نظراتها الحزينة، فأخذ يفكر في طريقة تجعلها تشعر بروح رمضان دون أن تؤذي صحتها. بعد تفكير، قال لها بحماس:
— ما رأيكِ أن تصومي بطريقة خاصة؟
نظرت إليه سارة باستغراب وسألت:
— إزاي؟
أجاب مبتسمًا:
— سنجعلكِ تشاركين في كل تفاصيل رمضان، ستساعدين في إعداد الفطور، وتوزعين التمر على المصلين، وتدعين الله أن يشفيكِ. الصيام ليس فقط عن الامتناع عن الطعام، لكنه عن الإحساس بالخير والقرب من الله.
اتسعت عيناها بسعادة، وأحست أن هناك أملًا في تحقيق حلمها بطريقة مختلفة.
المشهد الثالث: شهر التحدي
خلال أيام رمضان، كانت سارة أول من يستيقظ مع والدتها لتحضير السحور، وأصبحت مسؤولة عن ترتيب السفرة قبل الإفطار. في كل مغرب، كانت ترفع يديها إلى السماء وتدعو:
— يارب، اشفني حتى أستطيع الصيام مثل إخوتي.
كانت تشعر بالرضا رغم أنها لم تصم مثلهم، لكنها كانت تعيش أجواء رمضان بكل حب وإيمان.
المشهد الرابع: المفاجأة
بعد انتهاء رمضان، استمرت سارة في الدعاء. لم تتوقف عن الأمل، ولم تفقد إيمانها. وبعد أشهر قليلة، في موعد زيارتها للطبيب، لاحظ الأطباء تحسن حالتها بشكل غير متوقع! بدت أكثر نشاطًا وصحتها في تحسن ملحوظ.
ابتسم الطبيب وقال لوالديها:
— حالتها تتحسن بشكل رائع، وربما تستطيع الصيام في رمضان القادم!
لم تصدق سارة ما سمعت، قفزت من الفرح، وامتلأت عيناها بالدموع. نظرت إلى والديها وقالت بحماس:
— شفتوا؟ الدعاء بيحقق المستحيل!
المشهد الأخير: الأمل أقوى من المرض
عندما جاء رمضان التالي، تمكنت سارة أخيرًا من صيام أول يوم لها، لم يكن سهلًا، لكنها كانت ممتنة لكل لحظة. وعندما أذّن المغرب، رفعت يديها مرة أخرى، لكن هذه المرة لم تطلب، بل شكرت الله على تحقيق حلمها.
لأنها أدركت أن الأمل والإيمان يمكنهما صنع المعجزات. ✨
قصص رمضانية : قصة حلم الطفلة المريضة