رحلة أم : كيف غيرت التربية الإيجابية كل شيء؟

رحلة أم : كيف غيرت التربية الإيجابية كل شيء؟


في عالم مليء بالتحديات التربوية، تظهر التربية الإيجابية كحل سحري يساعد الأمهات والآباء على بناء علاقة قوية مع أطفالهم. إليكِ قصة “سارة”، الأم التي قررت أن تسلك طريقًا مختلفًا في تربية ابنها “آدم”، واختارت أن تبدأ رحلة جديدة مع التربية الإيجابية.

المشهد الأول: بداية التوتر

في البداية، كانت “سارة” تشعر بالإرهاق كلما عاد “آدم” من المدرسة. فبدلًا من أن يجلس بهدوء ليذاكر، كان يصرخ، يرفض أداء واجباته، ويتشاجر مع شقيقته الصغيرة.

ومع أن “سارة” كانت تحاول السيطرة على الموقف، إلا أن صراخها وتهديداتها لم تُجْدِ نفعًا. بل على العكس، زاد الوضع سوءًا.

ولكن، في يوم من الأيام…

قرأت “سارة” مقالًا عن أساليب التربية الإيجابية، وتحديدًا عن استخدام التواصل بدلًا من العقاب. ومن هنا بدأت نقطة التحول.

المشهد الثاني: القرار الجريء

قررت “سارة” أن تغيّر طريقتها بالكامل. في البداية، لم يكن الأمر سهلاً على الإطلاق. ولكنها بدأت باستخدام الاستماع الفعّال، فبدلاً من أن تصرخ، جلست مع “آدم” وسألته بهدوء:

“أنا شايفة إنك مش مبسوط… تحب تحكيلي إيه اللي مضايقك؟”

وهنا، ولأول مرة، نظر “آدم” في عينيها وقال:

“أنا بحس إنك مش فاضية تسمعيني، دايمًا بتزعقيلي.”

في تلك اللحظة، أدركت “سارة” أهمية التعاطف والاحتواء في تربية الأطفال.

المشهد الثالث: خطوات نحو التغيير

وبمرور الوقت، بدأت “سارة” تتعلّم المزيد عن مفاتيح التربية الإيجابية:

  • أولاً: استخدمت المدح الإيجابي بدلًا من الانتقاد. على سبيل المثال، قالت لابنها:

    “أنا فخورة إنك نظّمت كتبك لوحدك، ممتاز!”

  • ثانيًا: وضعت حدودًا واضحة ولكن بأسلوب لطيف. فبدلاً من أن تقول:

    “لو ما ذاكرتش، مش هتخرج”،
    أصبحت تقول:
    “بعد ما تخلص مذاكرتك، هنخرج سوا ونختار الآيس كريم اللي بتحبه.”

  • وأخيرًا: أصبحت أكثر صبرًا، وتذكرت دومًا أن التغيير لا يحدث بين يوم وليلة.

المشهد الرابع: النتيجة السعيدة

وبعد مرور أشهر، لاحظت “سارة” أن “آدم” أصبح أكثر هدوءًا، وأكثر تعاونًا. بل وبدأ هو نفسه يستخدم كلمات إيجابية مع شقيقته الصغيرة.

لم تعد “سارة” تحتاج للصراخ، لأن الحب والتفاهم أصبحا لغة المنزل.

دروس مستفادة من رحلة أم : كيف غيرت التربية الإيجابية كل شيء؟

من خلال هذه القصة الواقعية، يمكننا أن نستنتج عدة دروس مهمة:

  1. التربية الإيجابية لا تعني غياب الحزم، بل تعني الحزم مع الاحترام.

  2. الطفل بحاجة إلى أن يُسمَع قبل أن يُوجَّه.

  3. المدح الصادق له مفعول السحر في تحفيز الطفل.

  4. الروتين والعادات التربوية الإيجابية تؤتي ثمارها على المدى البعيد.