رحلة الفرعون الصغير قصة تاريخية وخيال علمي للاطفال

رحلة الفرعون الصغير قصة تاريخية وخيال علمي للاطفال

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

رحلة الفرعون الصغير قصة تاريخية وخيال علمي للاطفال
رحلة الفرعون الصغير قصة تاريخية وخيال علمي للاطفال

بداية الحلم

في قلب مدينة “طيبة”، وتحت سماءٍ مرصعةٍ بالنجوم، جلس الطفل الفرعوني “رَع-تي” يحدق في تمثال أبي الهول. لم يكن كغيره من أطفال مصر القديمة، بل امتلأ قلبه بالأسئلة. سأل نفسه كل ليلة: “ماذا سيحدث بعد آلاف السنين؟ هل ستظل مصر قوية كما هي اليوم؟ وهل سيتذكرني أحفادنا؟”

كانت أمه تحذره دومًا من أحلامه الغريبة، لكن فضوله تغلّب على كل شيء. وفي إحدى الليالي، قرر أن يبدأ رحلته المحفوفة بالمخاطر.


أول محاولة فاشلة

بدأ “رَع-تي” بتجميع أدواته. جمع أوراق البردي، واستعان بكهنة المعبد ليسجل رموز الزمن، ثم صنع ساعة شمسية عجيبة. اعتقد أنها ستفتح له بوابة المستقبل. لكنه انتظر من الفجر حتى الغروب، ولم يحدث شيء.

رغم الفشل، لم يستسلم. بل عاد إلى ورشته السرية، وبدأ يصمم آلة جديدة تعمل بطاقة النيل المقدسة.


النجاح المنتظر

بعد ثلاث محاولات فاشلة، ومع شروق شمس اليوم الرابع، انطلقت آلة الزمن. دوى صوت غريب في المعبد، واختفت آثار الرمال حول الآلة. صرخ “رَع-تي” من الدهشة، لكنه تشبث بمقعده، وشعر كأن روحه تنفصل عن جسده.

قصص جدتي : قصة أول يوم صيام

وعندما فتح عينيه، وجد نفسه في وسط زحام، وسط مدينة صاخبة، وحرارة شمس مصر لا تزال كما يعرفها… لكنه لم يكن في طيبة. لقد وصل إلى مصر عام 2025.


مصر الحديثة بعين طفل فرعوني

وقف “رَع-تي” مذهولًا. نظر حوله فوجد عربات تمشي دون خيول، وناس يحملون صناديق تضيء بألوان، وأبنية تعانق السماء. لمح شاشات تتحرك، وأصوات تنبعث من كل مكان.

دخل متجرًا صغيرًا، وأشار إلى صورة فرعون على عبوة عصير. صاح بدهشة: “هذا جدي أمنحتب! كيف وضعتم صورته هنا؟!”

ضحك البائع، وقال: “ده إعلان يا بني، إشرب العصير وهتحب التاريخ!”

شعر “رَع-تي” بالحيرة. مشى بين الناس، وسألهم:
– “هل تعرفون تحتمس الثالث؟ هل تحفظون كتاب الموتى؟”
لكن معظمهم أجابوه:
– “إحنا خدنا كده في المدرسة، بس مش فاكرين التفاصيل.”


ملاحظات في دفتر الزمن

جلس “رَع-تي” تحت تمثال حديث في ميدان التحرير، وأخرج دفتر البردي. كتب فيه ملاحظاته:

وفي كل سطر، شعر بشيء من الحزن. لم يكن يتوقع أن تمحى حضارة بأكملها من القلوب، وتتحول إلى صور على القمصان.


عودة حزينة

قرر “رَع-تي” العودة. ضبط آلة الزمن، وركبها بحذر. أضاءت الأضواء من حوله، وشعر بالدوار، ثم استيقظ وسط الرمال الساخنة… في زمنه.

لكن المفاجأة كانت صادمة. لم يجد معابده. لم يسمع صوت النيل. حتى الكهنة اختفوا. لقد مر وقت طويل منذ رحيله، واختفت حضارته تحت الرمال.

ركض إلى أبو الهول… لكنه كان مجرد رأس محطم نصف مدفون. جلس وبكى. همس قائلاً: “أين ذهبنا؟ لماذا لم تتذكرونا؟”


الرسالة الأخيرة

كتب “رَع-تي” رسالة أخيرة على لوح من الحجر:
“أنا رع-تي، طفل من طيبة، طرت عبر الزمن إلى عام 2025. رأيت مصر قوية ولكنها تنسى. أرجوكم، تذكرونا. لا تجعلوا التاريخ مجرد كتاب مزيف. افتحوا أعينكم… فأنتم من نسل العظماء.”

ثم دفن اللوح تحت شجرة لوتس قديمة، وانسحب في صمت.


خاتمة مفتوحة

ربما لا يزال اللوح مدفونًا في مكان ما. وربما سيجده طفل آخر، يسأل الأسئلة ذاتها. وربما، يومًا ما، سيتغير كل شيء… حين يقرر المصريون أن يعرفوا حقيقتهم بأنفسهم.

النهاية… أم البداية؟