قصص رمضانية : رسالة سرية في طبق الكنافة

 قصص رمضانية : رسالة سرية في طبق الكنافة

المشهد الأول: المفاجأة داخل الطبق

في مساء رمضاني دافئ، جلس سامي مع عائلته حول مائدة الإفطار، حيث وضعت والدته طبقًا كبيرًا من الكنافة المقرمشة في المنتصف. أخذ قطعة بحماس، لكنه فوجئ بشيء صغير بين خيوطها الذهبية. رفعه بحذر ليجد ورقة مطوية بعناية.

فتحها ليقرأ بصوتٍ منخفض: “افعل شيئًا طيبًا لشخص اليوم.” نظر حوله بدهشة، ثم التفت إلى والدته متسائلًا:
– “أمي، هل وضعتِ هذه الورقة هنا؟”
ابتسمت والدته وقالت:
– “ربما هي رسالة سحرية لمن يجدها!”

المشهد الثاني: البحث عن عمل طيب

بعد الإفطار، جلس سامي يفكر: ماذا يمكنني أن أفعل ليكون عملاً طيبًا؟ قرر أن يبحث عن شخص يحتاج إلى المساعدة. خرج إلى الشارع، فرأى بائع التمر المسن وهو يحاول رفع صندوق ثقيل.

– “عمي، دعني أساعدك!”
ابتسم البائع شاكرًا، وبعد أن انتهى، قال له:
– “بارك الله فيك، يا بني. لم أكن لأتمكن من حمله وحدي.”

المشهد الثالث: الفرحة تنتشر

واصل سامي طريقه وشاهد جارته العجوز تحمل أكياسًا ثقيلة، فأسرع نحوها:
– “اسمحي لي بحملها عنك!”
فرحت الجارة كثيرًا وقالت له:
– “يا لك من ولد طيب، رمضان علمك الكرم!”

ثم لاحظ أخته الصغيرة تحاول الوصول إلى أحد كتبها المفضلة على الرف العالي. دون تردد، ساعدها وهي تضحك بسعادة قائلة:
– “أنت أخي البطل!”

المشهد الرابع: زيارة غير متوقعة

بينما كان سامي عائدًا إلى المنزل، سمع صوت بكاء خافت قادم من الحديقة المجاورة. اقترب بحذر، فوجد طفلًا صغيرًا يجلس وحيدًا على الأرجوحة، يمسح دموعه.

– “لماذا تبكي؟” سأل سامي بلطف.
– “لقد فقدت بالون رمضان الذي اشتراه لي والدي، وكان لونه أحمر مثل الفانوس!”

فكر سامي سريعًا، ثم أخرج بعض نقوده القليلة وذهب إلى البائع القريب واشترى للطفل بالونًا جديدًا. عندما أعطاه له، ابتسم الطفل على الفور وقال بحماس:
– “شكراً! أنت صديقي الآن!”

المشهد الخامس: الدرس المستفاد

عند عودته إلى المنزل، شعر سامي بسعادة غامرة، وكأنه اكتشف سرًّا جديدًا عن السعادة. أخبر والدته بكل ما حدث، فربّتت على كتفه بفخر وقالت:
– “هل رأيت يا سامي؟ الأعمال الطيبة الصغيرة يمكن أن تجعل العالم مكانًا أجمل.”

وفي الليلة التالية، بينما كان سامي يتناول الكنافة مرة أخرى، بحث بعينيه داخل الطبق، لكنه لم يجد أي رسالة هذه المرة. ابتسم وقال لنفسه:
“لا بأس، فأنا سأكتبها في قلبي كل يوم!”