سبايدر مان الصغير : قصة البطولة الحقيقية

سبايدر مان الصغير : قصة البطولة الحقيقية

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

سبايدر مان الصغير : قصة البطولة الحقيقية
سبايدر مان الصغير : قصة البطولة الحقيقية

الطفل الذي أحب البطولة

في صباح يوم مشمس، استيقظ آدم وهو يصرخ بحماسة:
“أنا سبايدر مان!”
ركض إلى خزانته، وأخرج زي البطل الخارق الذي اشتراه له والده في عيد ميلاده الأخير. لبس القناع الأحمر وقفز من السرير كأنّه على وشك إنقاذ العالم.

منذ أسابيع، بدأ آدم يتخيّل نفسه بطلًا لا يُقهر. كان يُقلّد كل ما يراه في أفلام الأبطال الخارقين. يُقلّد الحركات، والقفزات، وحتى صوته تغيّر فأصبح أكثر خشونة حين يقول: “أنا البطل!”.

لكن شيئًا غريبًا كان يحدث…
آدم لم يكتفِ بالتمثيل، بل بدأ يهاجم أصدقاءه وأقاربه بحجة أنهم “أشرار يجب إيقافهم!”


الأم التي كانت تشجّع البطش

في البداية، ظنّ الجميع أن الأمر مجرد لعب، لكن الأم، بدلاً من أن تُصحّح له الفكرة، كانت تضحك وتشجّعه.

كانت تقول له بابتسامة واسعة:
“أحسنت يا بطلي! هذا الشرير يستحق العقاب!”
فكان يركض ويضرب ابن عمه الصغير يوسف بحبل اللعب.
ويصرخ على أخته الصغيرة قائلًا:
“أنتِ ساحرة شريرة! سأحبسك في السرير!”

قصص جدتي : قصة أول يوم صيام

بدأت المدرسة تشتكي من تصرفاته، لكنه لم يتوقف.
قالت له الأم ذات مساء:
“لا تهتم يا آدم، أنت فقط لا تفهمك الناس. الأبطال دائمًا وحيدون!”
فازداد اقتناعًا بأنه على حق، وأن الجميع لا يفهم معنى “العدالة”.


البطولة التي انقلبت إلى أذى

في يوم الجمعة، اجتمع أبناء العائلة في بيت الجد الكبير.
وكان الأطفال يلعبون في الحديقة، وفجأة، قفز آدم من خلف الأشجار وهو يرتدي قناعه الأحمر، وصرخ بصوت عالٍ:
“الهجوم على قلعة الشر بدأ!”

ركض باتجاه ابن خاله كريم، ودفعه أرضًا.
ثم أخذ الكرة من ياسمين وألقاها بعيدًا، صارخًا:
“لن يُستخدم هذا السلاح في مملكتي!”
وبينما الأطفال يركضون ويبكون، جلس الجد يراقب بصمت، وعيناه تمتلئان بالحكمة والتفكير العميق.


الجد الحكيم يتدخّل

بعد انتهاء اللعب، نادى الجد على آدم بهدوء.
جلسا معًا تحت شجرة التين الكبيرة في آخر الحديقة.
قال الجد بصوت حنون:
“آدم، لماذا تفعل كل هذا؟”

ردّ الطفل بفخر:
“أنا سبايدر مان! أريد أن أكون بطلًا! الأشرار يجب أن يُعاقبوا!”

قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

ابتسم الجد وقال:
“وهل يضرب البطل من يحبه؟ هل يخوّف أصدقاءه؟”

سكت آدم لحظة، ثم قال بتردد:
“لكن أمي تقول إنني بطل… والشر يجب أن يُهزم!”

ضحك الجد ضحكة هادئة، وقال:
“يا بني، البطل الحقيقي لا يؤذي الناس، بل يحميهم.
البطل لا يستخدم قوّته ليؤلم، بل ليُساعد.”

ثم أخرج من جيبه الصغير مرآة صغيرة، وقال:
“انظر في المرآة، هل ترى الشرير أم البطل؟”
نظر آدم في المرآة ورأى وجهه تحت القناع، فبدأ يشعر بالارتباك.


درس البطولة الحقيقي

بدأ الجد يحكي له عن “عمر”، شاب في القرية المجاورة، كان قويًا جدًا لكنه لا يضرب أحدًا. كان يساعد الفقراء، ويحمل الحطب لكبار السن، ويُنقذ القطط من فوق الأشجار.
قال له:
“البطل الحقيقي لا يحتاج إلى قناع. الناس يعرفونه من أفعاله، لا من شكله.”

بدأت الكلمات تدخل قلب آدم بهدوء.
سأل بتردد:
“يعني… ممكن أكون بطل من غير ما أضرب حد؟”

هزّ الجد رأسه وقال:
“بل هذا هو البطل الحقيقي، الذي يتحكم في نفسه قبل أن يتحكم في غيره.”


تحوّل آدم

في اليوم التالي، ارتدى آدم نفس الزي، لكن هذه المرة لم يختبئ خلف الأشجار.
اقترب من يوسف واعتذر له.
أعطى الكرة لياسمين بابتسامة.
وساعد جدته في رفع السلة من الحديقة إلى الداخل.

ضحك الأطفال وقالوا له:
“أنت بطل حقيقي اليوم!”

ابتسم آدم، وركض إلى جده، وقال له بفخر:
“أنا قررت أكون بطل… بس زي ما حضرتك قلتلي!”

ضحك الجد، وقال له وهو يربت على رأسه:
“هكذا أفتخر بك يا حفيدي… أنت اليوم أصبحت بطلًا في عيون الجميع، لا في خيالك فقط.”


النهاية

ومنذ ذلك اليوم، أصبح آدم بطلاً من نوعٍ جديد.
لا يلبس القناع ليُخيف الناس، بل ليذكر نفسه أن القوة الحقيقية هي في الأخلاق…
وفي كل مرة ينقذ فيها قطة، أو يحمل شيئًا ثقيلًا لجارٍ مسن، كان يقول:
“سبايدر مان علّمني القوة… لكن جدي علّمني البطولة.”