قصة أحمد والتحدي الكبير: قصة إصرار ونجاح رغم الإعاقة

حدوتة جدتي:قصة أحمد والتحدي الكبير

البداية: حلم صغير في قلب طفل كبير

في أحد الأحياء الهادئة، وُلد أحمد وهو يعاني من إعاقة في قدمه اليمنى، مما جعله يعتمد على عكاز منذ سنواته الأولى. ورغم أن الكثيرين كانوا يعتقدون أن هذا الطفل لن يتمكن من الجري أو اللعب مثل غيره، إلا أن قلبه كان مليئًا بالأحلام، وأولها أن يصبح عدّاءً ذات يوم.

من جهة، كانت كلمات الناس تثبط من عزيمته، ومن جهة أخرى، كانت نظرات أمه الحنونة تشجعه دائمًا وتدفعه للأمام.

قصة أحمد والتحدي الكبير

التحدي الأول: رفض المشاركة في النشاطات المدرسية

في المدرسة، كان أحمد يحب حصة الرياضة، لكنه لم يكن يُسمح له بالمشاركة مع زملائه في الجري أو القفز. إذ كانت الإدارة تخاف أن يتعرض للأذى. ومع ذلك، لم يستسلم. بل بالعكس، بدأ يتدرب بمفرده في الحديقة القريبة من منزله، مستخدمًا العكاز تارة، وتارة أخرى محاولًا المشي بدونه، ولو لبضع خطوات.

بمرور الوقت، لاحظ مدرب الرياضة جهوده، فقال له ذات يوم: “يا أحمد، لقد أثبتّ أنك أقوى من العذر، وسأدربك بنفسي.”

بداية التحول: التدريب رغم الصعوبات

في البداية، كان التدريب شاقًا جدًا. ففي كل مرة كان أحمد يسقط، كانت ركبته تؤلمه بشدة. ولكن، بالرغم من الألم، كان يقف مرةً أخرى، ويكمل الطريق. وكلما قال له أحدهم “لا تستطيع”، كان يرد بثقة: “سأحاول حتى أنجح.”

علاوة على ذلك، بدأ يتبع نظامًا غذائيًا صحيًا، ونام مبكرًا، وقلّل من وقته أمام الشاشات، كل ذلك ليُثبت أنه يستحق فرصة.

يوم التحدي: السباق المدرسي

وأخيرًا، جاء اليوم المنتظر: سباق المدرسة السنوي. لم يكن أحمد مرشحًا للفوز، لكنه كان مصرًا على إتمام السباق من أوله إلى آخره.

عندما بدأت الصافرة، انطلق الجميع، وكان أحمد في الخلف، لكنه لم يتوقف. بل استمر، خطوة تلو الأخرى، وسط تشجيع الحاضرين.

وفي منتصف السباق، تعثّر وسقط، لكن المدهش أنه نهض فورًا، ومسح التراب عن وجهه، وأكمل دون أن ينظر خلفه.

النهاية السعيدة: الفوز الحقيقي

رغم أنه لم يصل أولًا، إلا أن الجميع وقف وصفق له عندما أنهى السباق. فقد كان الوحيد الذي خاض التحدي بإرادة من حديد. ومن تلك اللحظة، تغيّر كل شيء.

بدأت المدرسة تنظر إليه كرمز للإصرار، وطلبت منه أن يلقي كلمة في الطابور الصباحي ليحكي قصته. كذلك، قرر المدرب أن يجعله مساعدًا في تدريب زملائه، معتبرًا إياه نموذجًا يُحتذى به.

إن قصة أحمد تعلمنا أنه بالرغم من الإعاقة، يمكن للإنسان أن ينجح إذا امتلك العزيمة. فبالإصرار، والإيمان بالنفس، والدعم من الأسرة والمدرسة، يستطيع الطفل أن يتحدى الصعاب ويصنع لنفسه مكانًا في هذا العالم.

بل إن التحديات، رغم قسوتها، هي التي تخرج من داخلنا القوة التي لم نكن نعلم بوجودها.