قصص وحكايات للأطفال:قصة أمل ونسرين
لا شك أن غرس القيم الأخلاقية في نفوس الأطفال منذ الصغر يعد من أهم المهام التربوية التي تقع على عاتق الأسرة والمدرسة معًا.
ومن أبرز هذه القيم: التعاطف والمشاركة، إذ يسهمان في بناء شخصيات متزنة، قادرة على التفاعل الإيجابي مع الآخرين.
بداية القصة: صباح مختلف
كان ذلك الصباح مختلفًا عن غيره بالنسبة للطفلة “أمل”، ذات الثماني سنوات. استيقظت مبكرًا كعادتها، وارتدت زيها المدرسي بكل نشاط، ثم توجهت نحو المطبخ لتجد والدتها قد أعدّت لها سندويشة الجبن التي تحبها كثيرًا، بالإضافة إلى عبوة عصير برتقال باردة.
قالت والدتها مبتسمة:
– “ها هي وجبتك، لا تنسي أن تأكليها في الفسحة، فالطعام مهم لتركزي جيدًا.”
هزّت أمل رأسها، وقالت بثقة:
– “أكيد يا ماما، شكرًا لكِ.”
في طريق المدرسة: بداية الشعور بالتعاطف
عندما وصلت أمل إلى المدرسة، لاحظت أن زميلتها الجديدة “نسرين” تجلس في ساحة المدرسة وحدها، ورأسها منخفض، وكأن هناك شيئًا ما يحزنها. في البداية، ترددت أمل في الاقتراب، لكنها سرعان ما تشجعت وقالت في نفسها:
– “ربما تحتاج فقط إلى من يسمعها.”
اقتربت أمل بلطف وقالت:
– “صباح الخير يا نسرين، هل كل شيء على ما يرام؟”
رفعت نسرين نظرها بخجل، ثم ابتسمت ابتسامة باهتة وقالت:
– “نسيت أمي أن تضع لي طعامي اليوم… وأشعر بالجوع قليلاً.”
في الفسحة: قرار المشاركة
عندما حان وقت الفسحة، جلست أمل وفتحت حقيبتها. نظرت إلى سندويشتها، ثم إلى نسرين، وترددت قليلًا. لكنها، وبعد تفكير قصير، قررت أن تشارك.
قالت لها بابتسامة دافئة:
– “هل تمانعين أن نأكل معًا؟ يمكننا أن نقسم السندويشة إلى نصفين.”
تفاجأت نسرين وسألت:
– “حقًا؟ لكن هذا طعامك!”
ردت أمل بحكمة أكبر من سنها:
– “الطعام عندما يشارك، يصبح ألذ. وأحيانًا مشاركة القليل تعني الكثير.”
نهاية اليوم: أثر المشاركة على الصداقة
وبينما كان اليوم الدراسي يقترب من نهايته، كانت نسرين قد أصبحت أكثر ابتسامًا، وأكثر تفاعلًا. لقد بدأتا تتحدثان عن ألعابهما المفضلة، وعن حكايات من المنزل، واكتشفتا أنهما تحبان نفس نوع القصص.
عندما عادت أمل إلى المنزل، روت لوالدتها ما حدث، فقالت الأم بفخر:
– “هذا التصرف يعكس قلبك الطيب يا صغيرتي. لقد تعلمتِ كيف يكون العطاء بسيطًا لكنه مؤثر.”
دروس مستفادة للأطفال
من خلال هذا الموقف البسيط، فهمت أمل أن التعاطف لا يحتاج إلى كلمات كثيرة، بل إلى إحساس حقيقي بالآخرين. كما أدركت أن المشاركة ليست دائمًا مادية، بل هي تعبير عن المحبة والاهتمام.
لماذا يجب تعليم الأطفال قيمة التعاطف والمشاركة؟
من المهم أن نؤكد أن غرس قيمة التعاطف في الأطفال يجعلهم أكثر وعيًا بمشاعر الآخرين، وأكثر قدرة على بناء علاقات إيجابية، كما أن تشجيعهم على المشاركة يعلّمهم السخاء، ويجعلهم أفرادًا مسؤولين في مجتمعهم.