حدوتة جدتي:قصةابتسامة في وجه أخي
كان عمار فتى طيب القلب، لكنه كان سريع الغضب، خاصة عندما يزعجه إخوته الصغار. كانوا دائمًا يلعبون حوله، يعبثون بأغراضه، ويثيرون غضبه بتصرفاتهم الطفولية. كان يصرخ في وجوههم أحيانًا، وأحيانًا أخرى يبتعد عنهم متجنبًا اللعب معهم.
لكن كلما غضب، كان يشعر بالحزن والندم بعد ذلك. كان يتمنى أن يكون أكثر صبرًا، لكنه لم يعرف كيف يغير من طباعه.
حديث النبي ﷺ الذي غير حياته
ذات يوم، وبينما كان يجلس مع جده، تحدث الأخير عن الأخلاق الحسنة وذكر حديث النبي ﷺ: “تبسمك في وجه أخيك صدقة”.
توقف عمار عن التفكير للحظة، ثم سأل جده:
— “حقًا؟ مجرد الابتسامة تعتبر صدقة؟”
أجابه جده بحب:
— “نعم يا بني، الابتسامة تصنع المعجزات، فهي تزرع المحبة وتخفف التوتر وتجعل الحياة أكثر سعادة.”
شعر عمار أن هذا الحديث موجه إليه شخصيًا، وقرر أن يجربه في حياته اليومية.
تجربة الابتسامة لأول مرة
في اليوم التالي، عندما جاء شقيقه الصغير عمر إليه وبدأ باللعب بألعابه، شعر عمار بالغضب كالمعتاد، لكنه تذكر الحديث الشريف، فبدلًا من أن يصرخ، ابتسم بهدوء وقال:
— “هل تريد أن نلعب سويًا؟”
تفاجأ عمر بسلوك أخيه الجديد، وابتسم بسعادة وهو يهز رأسه موافقًا. قضى الاثنان وقتًا ممتعًا، ولم يشعر عمار بالغضب كما كان يحدث دائمًا.
التغيير الإيجابي في حياة عمار
بمرور الأيام، بدأ عمار يطبق هذه العادة الجديدة مع كل إخوته. عندما أوقع أحدهم كوب العصير، ابتسم وقال:
— “لا بأس، يمكننا تنظيفه معًا.”
وعندما أخذت أخته الصغيرة دفتره دون إذنه، بدلًا من الغضب، ابتسم وسألها بلطف إن كانت بحاجة إلى المساعدة.
لاحظ الجميع التغيير الكبير في سلوك عمار، وأصبحوا يحبونه أكثر. حتى أصدقاؤه في المدرسة شعروا بالفرق، وصاروا ينجذبون إليه أكثر بسبب لطفه وابتسامته الدائمة.
السعادة الحقيقية تأتي من اللطف
أدرك عمار أن الابتسامة ليست مجرد حركة بسيطة، بل هي مفتاح السعادة والراحة. صار يشعر بالهدوء والراحة النفسية، ولم يعد يغضب بسهولة كما كان يفعل سابقًا.
وفي أحد الأيام، قال له جده بفخر:
— “أرى أن ابتسامتك أصبحت أجمل عادة لديك، وهذا دليل على قلبك الطيب.”
ابتسم عمار وقال:
— “نعم، والآن فهمت حقًا معنى حديث النبي ﷺ، فالابتسامة ليست مجرد صدقة، بل هي سعادة لي ولمن حولي.”
الدرس المستفاد
تعلم عمار أن الغضب لا يجلب سوى الحزن، بينما الابتسامة تفتح القلوب وتزيد المحبة بين الناس. ومنذ ذلك اليوم، قرر أن تكون الابتسامة لغته الجديدة في التعامل مع الجميع، لأنها ببساطة… تصنع المعجزات