قصة البقالة التي صنعت مهندسًا

قصص وحكايات لأطفال : قصة البقالة التي صنعت مهندسًا

المشهد الأول: بين الدراسة والعمل

في إحدى الأحياء البسيطة، كان يوسف، طفل في الثانية عشرة من عمره، يوازن بين دراسته ومساعدة والده في البقالة الصغيرة بعد المدرسة. كان يومه يبدأ مبكرًا، حيث يذهب إلى المدرسة بكل شغف، وعند انتهاء الحصص، يسرع إلى البقالة لمساعدة والده في ترتيب البضائع، ووزن السكر والدقيق للزبائن.

رغم التعب، كان يوسف يحمل حلمًا كبيرًا في قلبه: أن يصبح مهندسًا يومًا ما. لكنه كان يدرك أن الطريق لن يكون سهلًا، خاصة مع المسؤوليات التي يتحملها في سن صغيرة.

المشهد الثاني: التحديات لا تنتهي

 

مع مرور الأيام، بدأت الدراسة تزداد صعوبة، وبات من الصعب على يوسف إيجاد وقت كافٍ للمذاكرة. في بعض الليالي، كان ينام فوق كتبه من شدة الإرهاق، لكنه لم يستسلم أبدًا.

في إحدى الليالي، وبينما كان يحاول حل مسألة رياضية معقدة، جاء والده وقال بحنان:
“يوسف، لا تضغط على نفسك كثيرًا. يمكنك تأجيل الدراسة قليلًا.”
لكن يوسف ابتسم وقال بثقة: “لا يا أبي، هذا حلمي، ولن أتخلى عنه.”

المشهد الثالث: الفرصة الذهبية

 

في أحد الأيام، علم يوسف بوجود منحة دراسية تقدمها إحدى المؤسسات للطلاب المتفوقين من الأسر البسيطة. كانت هذه فرصته الذهبية، لكنه كان بحاجة إلى تحقيق أعلى الدرجات ليحصل عليها.

منذ تلك اللحظة، بدأ بتنظيم وقته بشكل أفضل. فبدلًا من قضاء كل الوقت في البقالة، خصص ساعات محددة للمذاكرة، وساعده والده بأن خفف عنه بعض العمل. كان الأمر صعبًا، لكنه لم يتوقف عن المحاولة.

المشهد الرابع: لحظة النجاح

بعد شهور من الاجتهاد، جاء يوم إعلان نتائج المنحة. دخل يوسف إلى المدرسة وقلبه يخفق بسرعة. وعندما نادى المدير اسمه، لم يصدق نفسه! لقد حصل على المنحة!

عاد إلى المنزل يجري، واحتضن والده قائلاً: “أبي، فعلتها! سأصبح مهندسًا!”
امتلأت عينا والده بالدموع، وقال بفخر: “كنت أعلم أنك تستطيع يا بني.”

الخاتمة: الطريق لم ينتهِ بعد

 

رغم أن يوسف حصل على المنحة، إلا أنه كان يعلم أن الرحلة لم تنتهِ بعد. أمامه الكثير من التحديات، لكنه كان مستعدًا لها، لأن الإصرار هو مفتاح تحقيق الأحلام. وهكذا، بدأ يوسف أولى خطواته نحو مستقبله المشرق.

الدروس المستفادة من  قصة البقالة التي صنعت مهندسًا :

 

  • لا شيء مستحيل مع الإصرار والعمل الجاد.
  • العائلة الداعمة تصنع الفرق في حياة أي شخص.
  • النجاح لا يأتي بسهولة، لكنه يستحق كل الجهد.

وهكذا، كانت رحلة يوسف مليئة بالصعوبات، لكنها كانت أيضًا مليئة بالأمل