قصة الجسر المكسور والطفل الحكيم

 قصص وحكايات لأطفال :  قصة الجسر المكسور والطفل الحكيم

في قديم الزمان، كانت هناك قريتان جميلتان يفصل بينهما نهر عذب. وعلى مر السنين، كان هناك جسر خشبي متين يربط بينهما، مما سهّل على السكان التنقل والتجارة والزيارات العائلية. لكن بمرور الوقت، نشب خلاف بين القريتين بسبب سوء تفاهم بسيط، وتحول الأمر إلى قطيعة تامة.

الجسر المنهار

مع استمرار القطيعة، بدأ الجسر في التآكل بسبب الإهمال والأمطار الغزيرة. في أحد الأيام، انهار الجسر تمامًا، فأصبح من المستحيل على القريتين التواصل. وعلى الرغم من ذلك، لم يحاول أحد إصلاحه، لأن كل طرف كان يعتقد أن الآخر هو المسؤول عن هذه القطيعة.

الطفل صاحب الفكرة

بينما كان الجميع غارقين في مشاعر الغضب والعناد، كان هناك طفل صغير يدعى “سليم” يعيش في إحدى القريتين. وبخلاف الكبار، لم يفهم سليم سبب هذا الخلاف الطويل، لكنه كان يعلم شيئًا واحدًا: الجسر كان وسيلة تجمع الناس، وبدونه، أصبحت الحياة أكثر صعوبة وحزنًا.

لذلك، قرر سليم أن يفعل شيئًا لم يفكر فيه أحد. في صباح يوم جديد، حمل قطعًا صغيرة من الخشب وبدأ في بناء الجسر بنفسه، رغم صغر سنه وضعف قوته.

عودة الأمل

مرّ أحد رجال القرية ولاحظ ما يفعله سليم، فتوقف وسأله بتعجب:
“لماذا تحاول بناء الجسر؟ هذا ليس عملك، والقرية الأخرى لا تستحق ذلك!”

ابتسم سليم وقال بثقة:
“لكن هذا الجسر لم يكن يومًا سببًا في الخلاف، فلماذا نعاقبه؟ الجسر لا يخص قرية واحدة، بل يجمعنا جميعًا!”

تأثر الرجل بكلام الطفل، وبدلاً من الاعتراض، انحنى ليساعده في وضع الألواح الخشبية. ومع مرور الوقت، بدأ المزيد من أهل القريتين في الانضمام إليهما، كلٌّ منهم يحمل قطعة خشب أو أداة تساعد في البناء.

جسر جديد.. بداية جديدة

وبعد أيام من العمل والتعاون، أصبح الجسر الجديد جاهزًا، أقوى من السابق، لكنه لم يكن مصنوعًا فقط من الخشب، بل من التسامح والتفاهم. أدرك الجميع أن الخلافات لا تدوم، لكن العلاقات الطيبة هي التي تستمر.

ومنذ ذلك اليوم، أصبح الجسر رمزًا للوحدة، وصار سليم مثالًا يُحتذى به في الحكمة والشجاعة.

📌 الحكمة من قصة الجسر المكسور : التسامح والتعاون هما مفتاح العلاقات القوية، والجسور التي نبنيها بالحب تدوم أطول من تلك المصنوعة من الخشب