قصة الحاج عامر الليبي

قصص وحكايات للأطفال:قصة الحاج عامر الليبي

بداية الحلم: عندما تتعلق القلوب ببيت الله

منذ سنوات طويلة، كان الحاج عامر مهدي منصور القذافي، المواطن الليبي البسيط، يحلم بأداء فريضة الحج، وكان يردد دومًا أن زيارته لبيت الله الحرام أمنية عمره. وعلى الرغم من التحديات التي واجهته مرارًا، سواء المادية أو الإجرائية، إلا أن إيمانه بالله ظل قويًا ويقينه لم يتزعزع.

وبالفعل، عندما اقترب موسم الحج، اتخذ عامر قراره النهائي، وعقد نيته الصافية، وتوجه إلى مطار سبها بليبيا، استعدادًا للانطلاق نحو الأراضي المقدسة.

أول العوائق: حين ظن الجميع أن الأمر قد انتهى

وبينما كان الحجاج يصعدون إلى الطائرة، وقف الحاج عامر عند بوابة الصعود ينتظر دوره، ولكن المفاجأة كانت صادمة. فقد أخبرته السلطات الأمنية بوجود مشكلة أمنية في جواز سفره، ما يعني عدم السماح له بالسفر في تلك اللحظة.

ورغم أن الطائرة كانت تستعد للإقلاع، ورغم أن جميع الركاب صعدوا إليها، إلا أن عامر ظل ثابتًا، وقال بيقين:
“أنا على يقين أن الطائرة لن تُقلع بدوني، لأن نيتي صافية وأملي في الله كبير.”

وبعد دقائق، حدث ما لم يكن متوقعًا…

العناية الإلهية: الطائرة تعود للمطار

فور إقلاع الطائرة، تعرضت لعطل فني أجبرها على العودة إلى مطار سبها. ورغم هذه الفرصة، إلا أن إدارة الرحلة رفضت مجددًا صعود عامر بحجة عدم حل المشكلة الأمنية.

وهنا، وعلى الرغم من الإحباط الذي كان يمكن أن يشعر به أي شخص في مكانه، إلا أن الحاج عامر لم يغادر المطار، بل قال بحزم وثقة:
“سأنتظر، فما زلت على يقين بأن لي نصيبًا في الحج هذا العام.”

تكرار العطل: الرسالة تتجدد

وللمرة الثانية، وبعد أن تمت صيانة الطائرة مرة أخرى وأقلعت من جديد، عادت الطائرة للمطار بسبب عطل آخر مفاجئ. لم يصدق أحد ما يحدث، ولكن عامر أدرك حينها أن ما يجري ليس مجرد صدفة، بل هو تدبير رباني.

وفي هذه اللحظة، أعلن كابتن الطائرة أمام الجميع:
“لن أقلع بالطائرة مجددًا حتى يصعد الحاج عامر معنا!”

الصعود إلى الطائرة: بداية الرحلة الحقيقية

عندما صعد عامر أخيرًا إلى الطائرة، استقبله الركاب وطاقم الطائرة بدهشة ممزوجة بالإعجاب. لقد أثبت أن الإصرار، والنية الخالصة، والتوكل على الله، قادرون على تحويل المستحيل إلى واقع.

وبعد رحلة طويلة، وصل الحاج عامر إلى مكة المكرمة، وهناك أدى مناسك الحج، وظهر في مقطع مصور وهو يروي قصته بتأثر بالغ، قائلاً:
“قالوا لي: لن تحج هذا العام، لكني كنت واثقًا أن الله يقول للشيء كن فيكون.”

الدرس المستفاد: لا حدود لما يمكن أن يحدث حين تتوكل على الله

قصة الحاج عامر تذكّرنا جميعًا، صغارًا وكبارًا، أن النية الصافية والتوكل الصادق على الله يفتحان الأبواب المغلقة.
بل وأكثر من ذلك، فإن العقبات قد تكون اختبارًا للصبر واليقين، وكلما زاد الصبر، اقترب النصر.

 رسالة إلى كل من يقرأ هذه القصة

لكل طفل أو شاب أو إنسان يسعى لتحقيق حلمٍ ما، لا تتراجع إن واجهت رفضًا أو صعوبة. ربما يكون الله يختبر صدق نيتك. تذكر أن الدنيا كلها قد تقول لك “مستحيل”، لكن رب العالمين وحده يقول:
“كن… فيكون.”