قصة الصديق الصدوق

قصص وحكايات للأطفال:قصة الصديق الصدوق

في قرية صغيرة، عاش طفل يُدعى “سليم”. كان سليم محظوظًا بحصوله على سيارة حمراء جميلة بمناسبة عيد ميلاده. كانت السيارة لامعة، تصدر أصواتًا مثل السيارات الحقيقية، وبها أضواء صغيرة تُبهج الأنظار. أحب سليم سيارته حبًّا شديدًا، وكان يخشى عليها من أن يصيبها خدش، لدرجة أنه احتفظ بها في صندوق خاص بعد كل مرة يلعب بها.

في إحدى الأمسيات، دعا سليم أصدقاءه “ماجد” و”عمر” للعب في الحديقة. أحضر الجميع ألعابهم، لكن سيارت سليم كانت أكثر الألعاب جاذبية. وقف ماجد وعمر يتأملانها وقال ماجد:
“واو، هذه السيارة رائعة جدًا، هل يمكنني تجربتها؟”
تردد سليم قليلاً وقال: “لا، أنا أخشى أن تفسدها أو تكسرها.”
شعر ماجد بالإحباط، وابتعد ليجلس وحده تحت الشجرة. أما عمر، فقد حاول تهدئة الجو قائلاً:
“لا تقلق يا ماجد، ربما سيغير سليم رأيه لاحقًا.”

حادثة غير متوقعة

في تلك الأثناء، كان سليم يلعب بسيارته. فجأة، علقت السيارة في حفرة صغيرة وبدأت تصدر صوتًا غريبًا. حاول سليم إصلاحها، لكنه لم يتمكن من ذلك. اقترب ماجد وقال:
“إذا أردت، يمكنني مساعدتك في إصلاحها. أبي يعمل في تصليح الأجهزة، وقد علمني الكثير.”
تفاجأ سليم من عرض ماجد، لكنه شعر بالخجل من معاملته السابقة، وقال:
“حقًا؟ سأكون شاكرًا جدًا إذا ساعدتني.”

درس في الصداقة

بدأ ماجد بفحص السيارة، واستغرق بعض الوقت في تعديل عجلاتها وإصلاح العطل. بعد دقائق، عادت السيارة تعمل بشكل طبيعي. ابتسم سليم وقال:
“أنت صديق رائع يا ماجد، لقد كنت مخطئًا عندما لم أسمح لك باللعب بها.”
رد ماجد بابتسامة: “الصديق الحقيقي يساعد حتى لو شعر بالخذلان.”

قرار المشاركة

في اليوم التالي، أحضر سليم سيارته إلى الحديقة مرة أخرى. هذه المرة، توجه إلى ماجد وعمر قائلاً:
“اليوم ستلعبان بسيارتي، وسأكون سعيدًا إذا استمتعتما بها.”
ضحك الجميع وبدأوا اللعب معًا. حتى أن سليم فكر في ابتكار سباق صغير بسيارته وطائرة ماجد التي جلبها معه.

قضى الأصدقاء وقتًا ممتعًا، حيث تبادلوا اللعب بألعابهم المختلفة. أدرك سليم أن اللعب الجماعي يمنحه سعادة أكبر من الاحتفاظ بسيارته لنفسه فقط. في النهاية، عاد سليم إلى المنزل وهو يحمل في قلبه درسًا ثمينًا:
“الأشياء الجميلة تصبح أجمل عندما نتشاركها مع الآخرين.”

الدروس المستفادة:

اترك رد