قصص وحكايات للأطفال: قصة الطفل يوسف والشعور بالفشل
البداية: حلم يوسف الكبير
في أحد الأحياء الهادئة، كان يعيش طفل اسمه يوسف، يبلغ من العمر عشر سنوات. كان يوسف يحب المدرسة كثيرًا، وكان يحلم بأن يصبح طبيبًا عندما يكبر. ولذلك، كان يذاكر دروسه بانتظام، ويحل واجباته يوميًا دون تأخير. علاوة على ذلك، كان ينام مبكرًا ويحرص على الاستيقاظ بنشاط في كل صباح.
ومع أن يوسف كان جادًا ومجتهدًا، إلا أن نتائجه في الاختبارات لم تكن كما يتوقع. فبينما يحصل زملاؤه على درجات مرتفعة، كان هو بالكاد ينجح، أو يحصل على تقديرات متوسطة.
لحظات الإحباط: لماذا لا أتميز؟
في يوم من الأيام، وبعد أن استلم نتيجته، جلس يوسف حزينًا في ركن الصف. سأل نفسه بصوت منخفض:
“ليه دايمًا بتعب ومش بجيب نتيجة؟ ليه مش زي كريم أو لينا؟”
وبالرغم من أن المعلمة أثنت على جهده، إلا أن كلماتها لم تطفئ نار الحزن في قلبه. بل زادت تساؤلاته، خاصةً عندما رأى فرحة زملائه وهم يحملون شهادات التفوق.
دور العائلة: كلمة من القلب
عندما عاد يوسف إلى البيت، لاحظت والدته أنه ليس على ما يرام. جلس معها بهدوء، ثم أخبرها بما يشعر به. استمعت إليه باهتمام، ثم قالت بلطف:
“يا يوسف، التفوق مش دايمًا معناه أعلى الدرجات. أحيانًا، الشخص المجتهد بيتعلم أبطأ من غيره، لكن لما يثبت نفسه، يكون أقوى وأنجح على المدى الطويل.”
ثم أضاف والده:
“النجاح الحقيقي هو إنك ما توقفش. إنك تحاول مرة واتنين وعشرة. وكل مرة بتتعلم حاجة جديدة تقربك من حلمك.”
التغيير يبدأ من الداخل
تأثر يوسف بكلام والديه. بدأ يغيّر طريقة تفكيره. بدلًا من مقارنة نفسه بالآخرين، قرر أن يقارن نفسه بنفسه. كل أسبوع، كان يكتب ما تعلّمه، حتى لو كانت معلومة صغيرة. شيئًا فشيئًا، لاحظ تحسنًا في فهمه للدروس، وبدأت ثقته في نفسه تزداد.
كذلك، طلب من المعلمة أن تعطيه أسئلة إضافية ليتدرب أكثر. ومع مرور الوقت، لم تصبح الدرجات هي هدفه الوحيد، بل أصبح هدفه أن يتطور كل يوم.
المفاجأة السعيدة: جهد يثمر
بعد شهرين، أقيمت مسابقة مدرسية في مادة العلوم. شارك فيها يوسف دون تردد. وبرغم خوفه في البداية، إلا أنه اعتمد على ما درسه واجتهد فيه. وعندما أعلنت النتائج، حصل على المركز الثالث! صحيح أنه لم يكن الأول، لكنه شعر بالفخر الكبير، لأنه يعلم أنه تحسّن كثيرًا عن السابق.
النجاح رحلة، وليس محطة
منذ ذلك اليوم، أدرك يوسف أن الفشل لا يعني النهاية، بل هو فرصة للبداية من جديد بطريقة أفضل. كذلك، تعلّم أن الناس يختلفون في طرق التعلم وفي سرعة الفهم، ولكن بالإصرار والمثابرة، يمكن لكل شخص أن يحقق حلمه بطريقته الخاصة.
✅ الدروس المستفادة من قصة يوسف
ليس كل مجتهد يحصل على النتيجة فورًا، لكن الجهد لا يضيع.
المقارنة بالآخرين تضعف الثقة بالنفس، بينما مقارنة النفس بالنفس تقويها.
الدعم الأسري والمعنوي يصنع فارقًا كبيرًا.
الفشل مرحلة مؤقتة، بينما التعلم الحقيقي يستمر دائمًا.