قصص وحكايات للأطفال:قصة الظل الذي هرب
في صباح يوم مشرق، استيقظ ياسر بنشاط، وقف أمام المرآة ليصفف شعره لكنه لاحظ شيئًا غريبًا. كان ظله لا يتحرك كما يجب! عندما رفع يده، بقي الظل ثابتًا، وعندما قفز في الهواء، لم يقفز معه. وقف ياسر في دهشة، فرك عينيه مرارًا، لكنه أدرك أن هناك خطبًا ما.
قرر ياسر تجربة أشياء مختلفة ليرى كيف سيتفاعل ظله. ركض في الغرفة، ولكن ظله بقي واقفًا مكانه. لوّح بيده أمام النافذة، لكن الظل لم يتجاوب. شعر بالحيرة والقلق، فتساءل بصوت عالٍ:
“لماذا لا تتحرك معي أيها الظل؟”
وفجأة، سمع صوتًا ضعيفًا قادمًا من الزاوية:
“لأنني تعبت من ملاحقتك، ياسر!”
فتح ياسر عينيه على اتساعهما، وقال بدهشة: “هل… هل تتكلم؟”
رد الظل بجدية: “نعم، لأنني لم أعد أريد أن أتبعك في كل خطوة، لقد أصبحت تتخذ قرارات متهورة، ولا أريد أن أكون جزءًا منها.”
جلس ياسر على سريره وهو يفكر. لم يكن يتوقع أن يكون لظله رأي فيما يفعله! بدأ يسترجع تصرفاته في الأيام الماضية، وتذكر كيف كان يتجاهل نصائح والديه، وكيف كان يسير مع أصدقائه دون تفكير، وأحيانًا يتخذ قرارات خاطئة فقط ليشعر بأنه شجاع.
قرر ياسر أن يصلح الأمر، فقال لظله: “وكيف يمكنني إقناعك بالعودة؟”
أجابه الظل: “أثبت لي أنك تستطيع اتخاذ قرارات أفضل. عندما تبدأ في التصرف بحكمة، سأعود لمرافقتك كما كنت من قبل.”
بدأ ياسر بتغيير سلوكه. في اليوم التالي، عندما عرض عليه صديقه أن يتسلل خارج المنزل دون إذن، فكر قليلًا ثم رفض بأدب. وعندما كان على وشك شراء حلوى غير صحية، قرر اختيار فاكهة بدلاً من ذلك. بدأ يستمع لنصائح والديه، ويأخذ وقته في التفكير قبل أن يتصرف.
خلال الأيام القليلة التالية، بدأ يشعر بشيء مختلف. ذات صباح، بينما كان يلعب في الحديقة، لاحظ أن ظله بدأ بالتحرك مجددًا. رفع يده، فرأى ظله يرفع يده معه. قفز، فقفز ظله أيضًا. ضحك بسعادة وقال: “لقد عدت!”
اقترب منه الظل وقال: “لقد تعلمت أن كل قرار تتخذه يؤثر عليك وعلى من حولك. والآن، بعد أن أصبحت تفكر قبل أن تتصرف، يمكنني أن أكون ظلك مرة أخرى.”
ابتسم ياسر وقال بحماس: “وعد مني أنني سأفكر دائمًا قبل اتخاذ أي قرار.”
ومنذ ذلك اليوم، أصبح ياسر أكثر وعيًا بتصرفاته، يعلم أن كل خطوة يخطوها تؤثر على حياته، وأصبح ظله صديقه الذي يذكره دائمًا بأهمية الاختيارات الصحيحة.
تعلم ياسر درسًا مهمًا في حياته، وهو أن الظل ليس مجرد انعكاس للجسد، بل يمكن أن يكون رمزًا للمسؤولية والقرارات الحكيمة. عندما تكون قراراتنا صحيحة، يكون ظلنا حاضرًا معنا، وعندما نخطئ، ربما يبتعد ليذكرنا بتصحيح المسار.