قصة الكرة الضائعة

قصص وحكايات للأطفال:قصة الكرة الضائعة

كان يوسف طفلًا نشيطًا يحب اللعب بالكرة مع أصدقائه في فناء المنزل. في كل مساء، يجتمع الأطفال ليتشاركوا لحظات من الفرح والتسلية. لكن في أحد الأيام، حدث ما لم يكن في الحسبان – طارت الكرة بعيدًا، وسقطت في فناء بيت الجار العجوز، العم سالم.

تجمد يوسف في مكانه، ونظر إلى أصدقائه بقلق. فقد سمع الكثير من الحكايات عن العم سالم، الرجل العجوز الذي يعيش وحيدًا في المنزل المجاور. كان الأطفال يعتقدون أنه غاضب دائمًا، ولا يحب أن يقترب أحد من منزله. قال أحدهم:
– “لقد انتهى الأمر، يوسف! لا أحد يجرؤ على طرق بابه.”
وأضاف آخر:
– “يقولون إنه لا يحب الأطفال، وربما لن يعيد لك الكرة أبدًا!”

شعر يوسف بالحيرة، لكنه كان يعلم أن عليه اتخاذ قرار. هل يستمع إلى مخاوفه ويترك كرته، أم يتحلى بالشجاعة ويذهب ليطلبها بنفسه؟

بعد لحظات من التردد، قرر يوسف أن يواجه مخاوفه. سار بخطوات بطيئة نحو منزل العم سالم، وقلبه يخفق بسرعة. عندما وقف أمام الباب، رفع يده بتردد وطرق الباب بلطف.

مرت لحظات طويلة بدت وكأنها ساعات، ثم فُتح الباب ببطء. ظهر العم سالم، رجل مسن بلحية بيضاء وملامح هادئة. نظر إلى يوسف باستغراب وسأله بصوت دافئ:
– “ماذا هناك يا بني؟”

تلعثم يوسف للحظة، ثم قال بصوت منخفض:
– “عذرًا يا عم سالم، لقد سقطت كرتي في فناء منزلك. هل يمكنني استعادتها؟”

ابتسم العم سالم، مما أدهش يوسف، ثم قال:
– “بالطبع! تعال معي وسأساعدك في العثور عليها.”

دخل يوسف الفناء وتفاجأ بحديقة جميلة مليئة بالزهور والأشجار. لم يكن المكان كما تخيله أبدًا! وبعد بحث قصير، وجد الكرة وأعطاها العم سالم ليوسف وهو يبتسم قائلاً:
– “إذا احتجت إلى شيء آخر، لا تتردد في القدوم إليّ يا بني.”

دروس مستفادة من القصة

عاد يوسف إلى أصدقائه وهو يشعر بالسعادة والراحة. أخبرهم بما حدث، وأدركوا جميعًا أنهم كانوا مخطئين في الحكم على العم سالم دون أن يعرفوه حقًا. منذ ذلك اليوم، أصبح يوسف يحيي العم سالم كل صباح، وتعلم درسًا مهمًا: لا تحكم على شخص بناءً على كلام الآخرين، بل تعرف عليه بنفسك.