قصة المفاجأة الجميلة
المشهد الأول: صديقان لا يفترقان
في بلدة صغيرة وهادئة، كان هناك ولدان صغيران يُدعيان عمرو وهادي.
منذ أن التقيا في المدرسة، أصبحا لا يفترقان أبدًا. كانا يلعبان معًا في وقت الفسحة، ويتناولان الغداء جنبًا إلى جنب، ويذهبان إلى الحديقة كل نهاية أسبوع.
لم تكن صداقتهما كأي صداقة، بل كانت مليئة بالحب والاهتمام.
كلٌّ منهما كان يهتم بصديقه، ويساعده في الدراسة، ويقف بجانبه في كل وقت.
وذات يوم، قال عمرو لهادي مبتسمًا:
– “أتمنى أن نظل أصدقاء إلى الأبد.”
فأجابه هادي بثقة:
– “بإذن الله، لن يفرقنا شيء.”
وهكذا، استمرت صداقتهما جميلة ودافئة، يومًا بعد يوم.
المشهد الثاني: الرحيل المفاجئ
ولكن، كما نعلم جميعًا، فإن الحياة تحمل لنا أحيانًا مفاجآت لم نكن نتوقعها.
في أحد الأيام، جاء والد عمرو وأخبره أن الأسرة ستنتقل إلى مدينة أخرى بسبب عمله.
حزن عمرو كثيرًا، لأن هذا يعني أنه سيبتعد عن صديقه هادي. أما هادي، فكان قلبه صغيرًا لا يتحمل فكرة الفراق.
ومنذ ذلك الحين، بدأت المسافة بينهما تكبر.
حاولا أن يتحدثا عبر الهاتف من وقت لآخر، لكن مع مرور الوقت، أصبح كل واحد منهما مشغولًا بحياته الجديدة.
ثم، مرّت أربعة أشهر كاملة، دون أن يتحدثا أو يلتقيا.
المشهد الثالث: عيد الميلاد الحزين
كان شهر أغسطس قد اقترب، وهو شهر مميز جدًا بالنسبة لهادي، لأنه شهر عيد ميلاده.
ولكن هذه السنة، كان هادي حزينًا.
فقال في نفسه: – “في كل عام، كنت أحتفل بعيد ميلادي مع عمرو. كنا نضحك ونلعب ونأكل الكعكة سويًا… لكن الآن، عمرو بعيد، ولن يأتي أحد.”
وهكذا، قرر أن لا يحتفل بعيد ميلاده، وأن يبقى في البيت وحده، دون زينة أو هدايا.
لكن، ما لم يكن يعرفه هادي، هو أن صديقه عمرو كان يُخطط لمفاجأة خاصة جدًا.
المشهد الرابع: المفاجأة السارة
في صباح يوم عيد ميلاد هادي، وبينما كان يجلس حزينًا في غرفته، سمع صوت جرس الباب.
في البداية، لم يهتم كثيرًا، لكنه ذهب ليرى من الطارق.
فتح الباب… وكانت المفاجأة!
كان عمرو يقف هناك، مبتسمًا، يحمل هدية صغيرة وكعكة عيد ميلاد!
قال عمرو بحماس:
– “هل كنت تظن أنني سأتركك تحتفل وحدك؟! لقد أتيت من المدينة البعيدة خصيصًا لنقضي هذا اليوم معًا.”
قفز هادي من الفرح وقال:
– “يا لها من مفاجأة جميلة! لم أكن أتوقع هذا أبدًا!”
المشهد الخامس: يوم لا يُنسى
قضى الصديقان يومًا رائعًا، كما كانا يفعلان دائمًا.
تحدثا طويلًا عن كل شيء فاتهما، وأكلا الكعكة، وتبادلا الهدايا، والتقطا صورًا مضحكة.
ثم، خرجا إلى الحديقة الصغيرة التي كانا يلعبان فيها عندما كانا جيرانًا.
وهناك، ضحكا كثيرًا، وتسابقا، وتسلقا الشجرة التي أحباها كثيرًا، حتى شعرا أن الأيام عادت كما كانت.
المشهد السادس: اللحظة التي لا تُنسى
وقفا تحت الشجرة القديمة، حيث كانا يلعبان قبل أن ينتقل عمرو.
قال هادي وهو يلمس جذع الشجرة: – “كل شيء هنا يذكّرني بك. هذه الأرجوحة، وهذا المقعد، وحتى الزهور!”
أجابه عمرو:
– “وأنا أيضًا اشتقت لكل لحظة قضيناها هنا.”
ثم قررا أن يعيدا ذكريات الماضي،فبدأا بالرسم على الرمل، وجلسا على المقعد الصغير، وتذكّرا أيام المدرسة، والمواقف الطريفة، والضحك الذي لا ينتهي.
وفي تلك اللحظة، شعرا أن المسافة بين القلوب لا تقاس بالأمتار، بل بالمحبة.
المشهد السابع: درس مهم عن الصداقة
في نهاية اليوم، جلسا سويًا على العشب الأخضر، يراقبان الغروب.
سأل هادي:
– “هل كنت تظن أننا سنبتعد إلى الأبد؟”
رد عمرو بعد لحظة صمت:
– “ربما خفت من ذلك، لكنني كنت دائمًا أفكر بك، وأتمنى أن نلتقي من جديد.”
ثم أضاف قائلاً:
– “تعلمت أن الصديق الحقيقي، لا ينسى صديقه، حتى إن طال الغياب.”
فقال هادي بابتسامة دافئة:
– “وأنا تعلمت أن نبادر دائمًا في التواصل، وأن نحافظ على من نحب.”
المشهد الثامن: وعد الصداقة
قبل أن يعود عمرو إلى مدينته، وقف مع هادي أمام الباب، وقال له:
– “مهما ابتعدنا أو تغيّرت الأماكن، علينا أن نظل أصدقاء ونبقى على تواصل.”
ردّ هادي وهو يمدّ يده للمصافحة:
– “أعدك بذلك. صداقتنا قوية، ولن يفرّقنا شيء.”
صافح كل منهما الآخر، وكانت قلوبهما مليئة بالحب والامتنان.
المشهد التاسع: النهاية – لأن الصديق وقت الضيق
وهكذا، انتهى يوم عيد الميلاد، ولكن بدأت صفحة جديدة من صداقتهما.
فقد علّمتهما الحياة أن الصديق الحقيقي، هو من يبقى حاضرًا في قلبك، حتى إن غاب عن عينيك.
وبالتالي، علينا دائمًا أن نعتني بأصدقائنا، وأن نسامح، ونبادر، ونحب…
لأن الصداقة الحقيقية كنز لا يُقدّر بثمن.
قصة المفاجأة الجميلة