في حي هادئ، عاش يوسف مع عائلته في منزل جميل تحيط به حديقة صغيرة. كان يوسف طفلًا ذكيًا ونشيطًا، لكنه كان يعاني من مشكلة كبيرة، وهي النسيان.
كان يضيع ألعابه، كتبه المدرسية، وحتى حقيبته أحيانًا! ورغم أن والدته كانت تنبهه دائمًا، إلا أنه لم يكن يهتم كثيرًا، لأنه كان يجد دائمًا من يساعده في البحث عن أغراضه المفقودة.
ذات يوم، وبينما كان يوسف عائدًا من المدرسة، أعطته والدته مفتاح المنزل قائلة:
“يوسف، سنخرج جميعًا اليوم، وأنت ستصل قبلنا من المدرسة، لذا احتفظ بالمفتاح جيدًا حتى تتمكن من الدخول إلى المنزل.”
أخذ يوسف المفتاح ووضعه في جيبه دون اهتمام، ثم انطلق إلى المدرسة وهو يفكر في المباراة التي سيلعبها مع أصدقائه بعد انتهاء الدوام.
بعد انتهاء الحصص، ركض يوسف بسرعة إلى الملعب ليلعب مع أصدقائه. وبينما كان يجري هنا وهناك، لم ينتبه إلى أن المفتاح قد سقط من جيبه. انتهت المباراة، وأخذ يوسف حقيبته وانطلق إلى المنزل وهو يشعر بالسعادة. لكنه عندما وصل إلى باب المنزل، وضع يده في جيبه ليخرج المفتاح، ولكنه لم يجده! شعر يوسف بالقلق، وبدأ يبحث في جيوبه وحقيبته، ولكن المفتاح كان قد اختفى!
جلس يوسف أمام الباب مرتبكًا، وبدأ يفكر:
“ماذا سأفعل الآن؟ والداي لن يعودا قبل ساعات، وأنا لا أملك أي وسيلة للدخول!”
حاول يوسف تذكر الأماكن التي كان فيها، وبدأ يعود أدراجه باحثًا عن المفتاح. ذهب إلى الملعب، لكنه لم يجده هناك. سأل أصدقاءه إن كانوا قد رأوه، لكن أحدًا لم يره. بدأ يوسف يشعر بالندم، وتذكر كلام والدته حين كانت تخبره دائمًا أن يكون أكثر حرصًا على أغراضه.
بعد مرور ساعة من البحث دون جدوى، لم يكن أمام يوسف إلا الانتظار أمام باب المنزل حتى تعود عائلته. جلس على الدرج وهو يشعر بالبرد والتعب، وتمنى لو أنه استمع لنصائح والدته من قبل.
وأخيرًا، بعد مرور ساعتين، عاد والده من العمل، فوجد يوسف جالسًا أمام الباب، فسأله بقلق:
“يوسف، لماذا تجلس هنا؟ أين المفتاح؟”
خفض يوسف رأسه وقال بصوت خافت:
“أبي، لقد أضعته… لم أكن حريصًا عليه.”
نظر إليه والده بحزم وقال:
“هذا درس مهم لك يا يوسف، النسيان قد يسبب لك الكثير من المشاكل. عليك أن تتعلم تحمل مسؤولية أغراضك.”
شعر يوسف بالخجل من نفسه، وبعد أن دخل إلى المنزل، قرر أن يغير من عادته. في اليوم التالي، اشترى له والده سلسلة صغيرة ليضع المفتاح حول عنقه، وأصبح أكثر حرصًا على أغراضه.
وهكذا، تعلم يوسف درسًا مهمًا عن المسؤولية، وأدرك أن الإهمال قد يسبب له المتاعب، وأن الاحتفاظ بالأشياء في مكانها الصحيح يجعله أكثر راحة واطمئنانًا.