قصص وحكايات لأطفال : قصة النحلة الكسولة 🐝
المشهد الأول: خلية النحل المزدحمة
في إحدى الغابات المليئة بالأشجار والزهور، كانت تعيش نحلة صغيرة تُدعى “رورو” في خلية نشيطة لا تتوقف عن العمل. في كل صباح، تستيقظ النحلات باكرًا وتخرج لجمع الرحيق من الأزهار، بينما تبقى رورو تتثاءب وتقول:
— “لماذا يجب أن نعمل طوال الوقت؟ أليس من الأفضل أن نستمتع بالشمس والهواء العليل؟”
لكن زميلتها “لولي” نظرت إليها بدهشة وقالت بحزم:
— “رورو، نحن نعمل لنؤمّن طعامنا لفصل الشتاء! بدون جهدنا، لن نجد ما نأكله لاحقًا.”
المشهد الثاني: خطة رورو للهروب
ومع ذلك، لم تقتنع رورو بكلام لولي، وقررت أن تجد طريقة لتجنب العمل. وبينما كانت الملكة تعطي الأوامر للنحلات، تسللت رورو بعيدًا وجلست فوق ورقة شجرة تراقب الآخرين وهم يكدحون. قالت لنفسها بسعادة:
— “كم هو رائع أن أستمتع بيومي دون تعب!”
ومرت الأيام، بينما كانت بقية النحلات تعمل بجد، تجمع الرحيق وتصنع العسل، كانت رورو تمضي وقتها في اللعب والقفز بين الأزهار دون أن تفكر في المستقبل.
المشهد الثالث: اليوم الممطر
لكن في أحد الأيام، تغير الطقس فجأة، وهبت رياح قوية تبعها مطر غزير. حاولت النحلات الاحتماء داخل الخلية، بينما جلست رورو ترتجف من البرد والجوع. وعندما دخلت إلى الخلية تبحث عن طعام، وجدت أن كل العسل قد تم تخزينه بجهد باقي النحلات.
تقدمت رورو نحو الملكة بخجل وقالت:
— “أنا جائعة جدًا، هل يمكنني الحصول على بعض العسل؟”
نظرت إليها الملكة بحكمة وقالت:
— “رورو، الجميع عمل بجد لتأمين هذا الطعام. هل ساهمتِ في جمعه مثلهم؟”
أحنت رورو رأسها خجلًا وقالت بصوت منخفض:
— “لا… كنت أهرب من العمل.”
المشهد الرابع: درس مهم

حينها، أدركت رورو خطأها، وعرفت أن الكسل لا يجلب إلا المتاعب. عندما توقف المطر، قررت أن تعوض ما فاتها، وبدأت تخرج كل يوم لجمع الرحيق بجد ونشاط. ولم يمضِ وقت طويل حتى أصبحت من أكثر النحلات اجتهادًا!
وفي يوم مشمس، جلست بجوار لولي وقالت لها بابتسامة:
— “أنتِ محقة، العمل والاجتهاد هما مفتاح النجاح والاستقرار. لن أكون كسولة بعد اليوم!”