قصة  اليد التي لا تتوقف عن العطاء

قصة اليد التي لا تتوقف عن العطاء

اليد السحرية

كان هناك طفل يُدعى ياسين، يعيش في قرية صغيرة، لكنه لم يكن طفلًا عاديًا. فقد امتلك يدًا سحرية، وكلما أعطى شيئًا للآخرين، عاد إليه ضعف ما أعطى. على سبيل المثال، إذا أعطى قطعة خبز لجاره الجائع، وجد في سلة طعامه رغيفين، وإذا قدّم كتابًا لصديقه، ظهر له كتابان جديدان في غرفته.

سحر العطاء

في البداية، لم يفهم ياسين سر يده العجيبة، ولكن سرعان ما أدرك أن كلما زاد كرمه، زادت خيراته. لذلك، بدأ بمساعدة الجميع، يوزع الطعام على الفقراء، ويقدم ملابسه القديمة لمن يحتاجها، ليس ذلك فحسب، بل كان يعطي ألعابه لصغار القرية الذين لا يملكون مثلها. وفي كل مرة يفعل ذلك، كان يحصل على أشياء أكثر مما أعطى.

الرغبة في المزيد

مع مرور الوقت، بدأ ياسين يفكر بطريقة مختلفة. فكر قائلًا: ماذا لو أعطى فقط ليحصل على المزيد؟ هل سيظل السحر يعمل؟ ومن هنا، قرر أن يجرب، فأخذ يمنح الآخرين ليس بدافع الحب، وإنما لأنه ينتظر المكافأة.

في البداية، بدا أن السحر لا يزال يعمل، لكن بعد فترة قصيرة، بدأ شيء غريب يحدث. لم يعد يحصل على ضعف ما أعطى، بل على العكس، أصبح يحصل على أقل. فعلى سبيل المثال، بدلًا من أن يظهر له كتابان، لم يظهر له شيء، وعندما أعطى صديقه درهمًا، لم يجد في جيبه سوى نصف درهم.

اختفاء السحر

شعر ياسين بالحيرة، ومع ذلك، استمر في العطاء بدافع الطمع. وذات يوم، قرر أن يختبر الأمر بشكل أكبر، فأعطى سلة مليئة بالطعام لرجل مسكين، لكن هذه المرة، لم يحصل على أي شيء في المقابل. وضع يده على قلبه، وعندها فقط، أدرك أن السحر قد اختفى تمامًا!

بسرعة، ذهب إلى جدته الحكيمة ليحكي لها ما حدث. ابتسمت الجدة وقالت:
“يا بني، السحر لم يكن في يدك، بل في قلبك. لأنك عندما كنت تعطي بحب، كان الخير يعود إليك. ولكن عندما بدأت تعطي من أجل المكافأة، اختفى السحر. العطاء الحقيقي لا ينتظر شيئًا في المقابل، بل ينبع من القلب.”

عودة السحر الحقيقي

استوعب ياسين الدرس، ومنذ ذلك الحين، قرر أن يعود إلى العطاء الصادق. بدأ يساعد الناس مجددًا، ليس طمعًا في شيء، وإنما لأن ذلك كان يجعله سعيدًا. وفي يوم من الأيام، عندما أعطى طفلًا صغيرًا قطعة حلوى من قلبه، شعر بوخزة خفيفة في يده. وبمجرد أن عاد إلى منزله، وجد على طاولته سلتين ممتلئتين بالحلوى.

ابتسم ياسين وعرف أن السحر قد عاد، ولكن هذه المرة، كان يعلم أن قيمته الحقيقية ليست في الحصول على المزيد، وإنما في فرحة العطاء ذاته.

العبرة من قصة اليد التي لا تتوقف عن العطاء

 

في النهاية، العطاء الصادق يأتي من القلب، ولا يحتاج إلى مقابل. وعندما نعطي بحب، يعود إلينا الخير بأشكال غير متوقعة. 💙