قصة بطل صغير : محارب من أجل الهوية

قصة بطل صغير : محارب من أجل الهوية.

قصة بطل صغير : محارب من أجل الهوية
قصة بطل صغير : محارب من أجل الهوية

من يوميات البطل الصغير

البداية كانت من الطفولة

من يوم كان عمره سنتين، وعيونه تحب تشوف الثوب الأبيض مع الغترة والعقال.
كل ما يشوف أبوه يتجهز للدوام، يركض على الدولاب ويجيب له شماغه الصغير اللي خالته فصلته له مخصوص.
يلبس الثوب، ويمشي في البيت كأنه وزير…
كتوفه مشدودة، وخطوته واثقة، وصوته مليان فخر.

قصص جدتي : قصة أول يوم صيام


أنا ما كنت أستوعب وش قاعد يصير، بس كنت أضحك وأقول:
– “يا حبيبي، أنت صغير على اللبس هذا!”
وكان دايم يرد علي وهو رافع راسه:
– “أنا سعودي… وهذا لبسي!”

موضة؟ لا… هوية!

مع الأيام، صار يرفض يلبس غير الثوب…
في الروضة، كل الأطفال يلبسون ملابس فيها رسومات وأبطال كرتون…
بس هو؟ يصرّ يروح بثوبه الأبيض وغترته اللي دايمًا تميل شوي على عينه، ويعدّلها بكل جدية.
مره قالت لي معلمته:
– “ولدك عنده شخصية قوية… بس ما يحب التغيير!”

قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين


قلت لها:
– “هو ما يشوف الثوب زيه زي أي لبس… هو يشوفه جزء من نفسه.”
هي ضحكت، لكن أنا كنت أعرف إن في قلب هالولد شي أكبر من عمره… شي اسمه: هوية.

موقف ما راح أنساه

يوم فعالية “يوم التراث” في المدرسة، طُلب من كل طفل يلبس زي تقليدي…
أغلب الأطفال جابوا ملابس تنكرية أو لبسوا لبس قبائل مختلفة، بس هو؟
جاء بثوبه الأبيض، ولبس عقاله بنفسه، ورش عطره اللي دايم ياخذه من أبوه.
واحد من الأطفال قال له:
– “ليه ما لبست شي مختلف؟ كل يوم تلبس كذا!”
رد عليه بثقة وقال:
– “أنا ما ألبس عشان التراث… أنا ألبس عشان هذا أنا!”
وقتها، جلست أراقبه من بعيد…
وشفت كيف عيونه تلمع لما يتكلم عن بلده، وكيف يشرح لزملاءه وش معنى “العقال” وشلون الثوب يعبر عن النخوة والنظافة والهيبة.

في العائلة… هو روحنا

كل جمعة، هو أول من يقوم ويتجهز.
يتبخّر، ويسلّم على جده، ويحضن خالاته وعمّاته، ويقول:
– “جمعة مباركة… عساكم من عواده!”
هو أصغر واحد في العيلة، لكن إحساسه بالمسؤولية كبير.
يساعد في ترتيب السفرة، ويخلي إخوانه الصغار يسكتون وقت صلاة الجمعة، ويجمع الجزم على باب المجلس بدون ما أحد يطلب منه.

معلّق قلبه بالوطن

كان يشوف احتفالات اليوم الوطني في التلفزيون ويقول:
– “إن شاء الله لما أكبر، أرفع العلم فوق برج المملكة!”
وإذا سمع النشيد الوطني، واقف قدّام الشاشة وكأنه واقف قدّام الملك.
مرة، أحد أقاربه الصغار قال قدامه كلام ساخر عن السعودية…

حكاية هجرة الرسول من مكة إلى المدينة للاطفال


قام وهو معصّب وقال له:
– “عيب تقول كذا! هذي بلدك، وهذي عزّك!”
كنت وقتها واقف بعيد، وقلبي صار يدق من الفخر…
عرفت إن التربية اللي نزرعها بصمت، تكبر بصوت أولادنا.

اليوم هو ما زال صغير… لكن وعيه كبير

هو ما قدّم محاضرة، ولا كتب مقال،
بس كل تصرّف يسويه…
كل مرة يختار الثوب بدل التيشيرت،
كل مرة يعدّل غترته قدام المراية،
كل مرة يقول “أنا سعودي” بدون ما يبتسم، بس بكل جدية…
هذي كلها رسائل قوية تقول: “أنا أنتمي… وأنا أفتخر.”


الختام: بطولته ما تحتاج درع

مو كل بطل لازم يكون معه سيف أو يلبس كاب خارق…
فيه أبطال يمشون بينّا بثوبهم الصغير، بصوتهم الحنون، وبقلبهم اللي ينبض حب لهالأرض.

هو رجلي الصغير… بس في نظرنا؟
هو عمود العيلة، ورمز فخرها، ومصدر أملها الجاي 💚