قصة حين يصبح الأخ سندًا: حكاية حمزة ولين

قصص وحكايات لأطفال :  حين يصبح الأخ سندًا: حكاية حمزة ولين

المشهد الأول: ماما مشغولة

في أحد الأيام، كان البيت هادئًا جدًا. ماما مشغولة في المطبخ، تحضر الطعام وتعتني بكل شيء في المنزل. كانت تقوم بمهام عديدة في وقت واحد، وكلما انتهت من مهمة بدأت في مهمة جديدة. كان وقت العشاء قد اقترب، ومع ذلك، كان هناك الكثير مما يجب أن يتم.

بينما كانت ماما منهمكة في عملها، طلبت من حمزة أن يساعدها. “حمزة، لو سمحت خلي بالك من لين لحد ما أخلص هنا. هي ناعسة وحاسة إنها تعبانة.”

على الفور، وقف حمزة وأخذ قراره بمسؤولية. فقد كانت أخته الصغيرة “لين” تحب اللعب كثيرًا، لكنها الآن بدأت تشعر بالإرهاق، فذهبت للنوم على الكنبة.

لحظتها، شعر حمزة بشيء غريب في قلبه، كما لو أن هذه اللحظة تحمل مسئولية أكبر من أي وقت مضى.


المشهد الثاني: لحظة الهدوء

بينما كانت لين نائمة، كان حمزة يقف بجانبها في صمت. فكر في كل ما قد تمر به أخته الصغيرة في حياتها، وفي حاجة الناس إلى رعاية بعضهم البعض. وفي تلك اللحظة، شعر بحمل كبير عليه، لأنه كان الأخ الأكبر الذي يجب أن يكون عونًا لأخته.

فجأة، لاحظ أن الجو أصبح باردًا قليلًا، وكان يتأكد أن أخته ستستيقظ وهي تشعر بالبرودة. لذلك، قام بهدوء وأخذ بطانية صغيرة من غرفته، ثم غطاها بحذر. في تلك اللحظة، شعر أنه يؤدي دورًا مهمًا في حماية أخته الصغيرة، وأن هذا الدور يتطلب أكثر من مجرد أفعال سطحية.


المشهد الثالث: فكرة الساندويتش

وبينما هو جالس بجانبها، بدأ حمزة يفكر في كل الأشياء الصغيرة التي قد تجعل حياة أخته أسهل وأجمل. فكر في الطعام، وكيف أنها دائمًا ما تكون جائعة عند الاستيقاظ. وبعد لحظات، جاءته فكرة، فقرر أن يعد لها ساندويتش.

“عندما تصحو، ستكون بحاجة للطعام. لكن يجب أن يكون شيئًا بسيطًا يحسسها بالراحة والاطمئنان.” قال حمزة في نفسه، وهو يذهب للمطبخ.

في تلك اللحظة، شعر أن هذا الفعل الصغير سيكون له أثر كبير في جعل أخته تشعر بحب أخيها واهتمامه.


المشهد الرابع: لحظة الوعي

بينما هو في المطبخ، كان حمزة يحضر الساندويتش في صمت. كانت ماما قد قالت له أن الساندويتش يجب أن يكون بسيطًا، “جبنة وطماطم”، ولكن في قلب حمزة كان هذا الساندويتش أكثر من مجرد طعام.

عندما عاد إلى لين، وجدها قد استيقظت ببطء. وأثناء فتح عينيها، اكتشفت أنها كانت محاطة بالدفيء والأمان. ثم، فجأة، رآته وهو يحمل الساندويتش قائلاً: “صحيتي يا لين؟ جبت لك ساندويتش علشان لما تصحي ما تحسيش بالجوع.”

لين ابتسمت، وحسّت بشيء مختلف في قلبها. لم يكن مجرد ساندويتش، بل كان تعبيرًا عن الحب والاهتمام. في تلك اللحظة، أدركت كم هو مهم أن يكون لها أخ مثل حمزة، يهتم بكل تفاصيل حياتها.


المشهد الخامس: لحظة الفخر

بينما حمزة جالس بجانب أخته، لم يكن بحاجة إلى كلمات لشرح مشاعره. كانت نظراته هي التي تعبر عن كل شيء. في تلك اللحظة، دخلت ماما الغرفة وشاهدت حمزة وهو يعتني بأخته الصغيرة، فابتسمت وركضت نحوه.

“حمزة، أنا فخورة جدًا بيك. أنت مش بس أخ كبير، أنت سند حقيقي. اللي بتعمله مش مجرد تصرفات بسيطة، ده عمل حب ومسؤولية.”

حمزة، وهو يشعر بالفخر، فهم أن الأخ الكبير ليس مجرد شخص في الأسرة، بل هو الشخص الذي يقف بجانب من يحتاجونه، يساندهم في اللحظات الصغيرة والكبيرة. في النهاية، شعر أن الحياة ليست فقط عن العناية بالأشياء الكبيرة، بل عن العناية بالتفاصيل الصغيرة التي تُظهر حبنا.

الأخ الكبير ليس فقط شقيقًا، بل هو السند الذي يحمل عبء المسؤولية بحب وحنان، ويعتني بالتفاصيل التي قد لا يلاحظها الآخرون. الحب الحقيقي يظهر في الأفعال الصغيرة التي تمنح الأمان والراحة.
قصة حين يصبح الأخ سندًا: حكاية حمزة ولين