حدوتة جدتي:قصة زياد في مواجهة التنمر
يظن كثير من الأطفال أن التنمر لا يحدث إلا في المدرسة، ولكن الحقيقة أن التنمر قد يحدث في أي مكان، سواء في الشارع، أو النادي، أو حتى أثناء الأنشطة الصيفية.
هذه القصة تحكي عن طفل اسمه “زياد” وكيف واجه التنمر لأول مرة خارج المدرسة، وتعلم درسًا لن ينساه.
البداية: الحماس للذهاب إلى النادي
في بداية الإجازة الصيفية، كان زياد في غاية السعادة. فوالده سجّله في نادٍ صيفي يقدم أنشطة متنوعة مثل السباحة، الأشغال اليدوية، والرسم.
كان زياد طفلًا ذكيًا يحب القراءة، ويميل للهدوء، لكنه متحمس لخوض تجربة جديدة واكتساب أصدقاء.
في اليوم الأول، استعد مبكرًا، وارتدى ملابس مريحة، وحمل حقيبته الصغيرة المليئة بالألوان والقصص. توجه مع والده إلى النادي، وهو يحلم بيوم مليء بالمرح والتجارب الجديدة.
موقف غير متوقع: بداية التنمر
ولكن، وللأسف، لم تسر الأمور كما تخيّل.
منذ اللحظة التي جلس فيها زياد على الطاولة المخصصة للأشغال اليدوية، بدأ بعض الأولاد يضحكون عليه بسبب طريقته في الحديث الهادئة، واهتمامه الزائد بترتيب الأدوات.
أحدهم قال ساخرًا:
– “هو إنت جاي ترسم ولا تشتغل في مكتبة؟”
وضحك الآخر قائلًا:
– “شكله بيخاف يوسّخ هدومه!”
حاول زياد تجاهلهم، ومع ذلك، استمرت التعليقات كل يوم تقريبًا. أحيانًا يسخرون من نظارته، وأحيانًا من كتبه. أصبح يشعر بأنه غير مرغوب فيه، وأنه مختلف عنهم بطريقة مزعجة.
لحظة الحسم: حديث مع الكبار
في البداية، كان زياد يفكر في الانسحاب وعدم الذهاب مرة أخرى. ولكن، بدلًا من السكوت، قرر أن يتحدث مع المشرفة في النادي. وبكل أدب قال لها:
– “أنا مش مرتاح، في أولاد بيتريقوا عليا كل يوم، ومش بعرف أشارك معاهم.”
تفاجأت المشرفة، لأنها لم تلاحظ الأمر من قبل، لكنها شكرته على صراحته، ووعدته بالتدخل.
تغيير الموقف: ورشة الرسم قلبت المعادلة
في اليوم التالي، أعلنت المشرفة عن مسابقة رسم مفتوحة، وكان من ضمن المواضيع المقترحة: “الصيف بعينيك”.
زياد قرر المشاركة، فرسم لوحة عن البحر والهدوء، باستخدام ألوان مائية بدرجات ساحرة. وعندما عرضت اللوحة، انبهر الجميع، حتى الأولاد الذين سخروا منه.
قال أحدهم بدهشة:
– “هو اللي رسم اللوحة دي؟!”
ورد الآخر:
– “دي أحلى رسمة هنا!”
منذ تلك اللحظة، تغير كل شيء. بدأ الأولاد يقتربون من زياد، يسألونه عن الأدوات اللي استخدمها، ويطلبون مساعدته في التلوين.
تعلم زياد أنه ليس عليه أن يغير نفسه ليرضي الآخرين، بل يكفي أن يكون واثقًا في نفسه ويتحدث عند الحاجة. كما أن الأطفال الذين كانوا يتنمرون عليه، اكتشفوا أنهم ظلموه، وتعلموا درسًا مهمًا عن احترام الآخرين، خصوصًا المختلفين عنهم.
رسالة القصة
التنمر قد يحدث في أي مكان، ولكن مواجهته تبدأ بالشجاعة.
سواء كنت في مدرسة، أو نادي، أو حتى وسط الأصدقاء، لا تسمح لأحد أن يقلل من قيمتك. وتذكّر دائمًا:
كل شخص مختلف هو شخص مميز بطريقته.